أسوأ أزمة اقتصادية في كوريا الشمالية
تواجه كوريا الشمالية إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها الممتد 73 عاما، وسط نقص الغذاء والدواء وتحذيرات من ارتفاع معدلات البطالة والتشرد، وتضرر اقتصاد البلاد بسبب القيود المفروضة على الحدود بعد تفشي فيروس كورونا لأكثر من عام، وتزامن مع ذلك كوارث طبيعية كالفيضانات التي فاقمت أزمة الغذاء مؤخرا، بالإضافة إلى سلسلة العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برامجها النووية وسببت جميعها الكارثة الاقتصادية التي تمر بها البلاد الأن.
مؤشرات للأزمة في كوريا الشمالية
بحسب الغارديان البريطانية فقد زادت أعداد المتسولين بالشوارع في كوريا الشمالية من أجل الطعام والمال في الأسواق، كما ارتفع عدد المشردين -الذين لا مأوى لهم وارتفع الطلب بشدة على المضادات الحيوية والأدوية الأخرى، كما أبلغ عن وفيات بسبب الجوع.
لماذا؟
• تشير التقارير إلى أن كوريا الشمالية قيدت واردات الأطعمة الأساسية من الصين في أغسطس الماضي، ثم قطعت جميع التجارة تقريبا، بما في ذلك الأغذية والأدوية.
• شددت كوريا الشمالية العقوبات المفروضة على التهريب، ووصفته بالسلوك المناهض والمعادي للاشتراكية وفقا المنظمة هيومن رايتس ووتش.
•تعرضت كوريا الشمالية لعاصفتين كبيرتين الصيف الماضي تسببتا في فيضانات أضرت بالمحاصيل، ما أدى إلى تفاقم نقص الغذاء.
تراجع التجارة بين كوريا الشمالية والصين
أغلقت كوريا الشمالية حدودها البرية مع الصين وروسيا أوائل عام 2020، بعد التقارير الأولى عن حالات "كوفيد-19" في ووهان الصينية. وبحسب البيانات فقد قلصت كوريا الشمالية تجارتها مع الصين بنحو %80 العام الماضي بعد إغلاق الحدود، خوفا من الجائحة، ما أثر بشدة على توافر السلع الأساسية بها.
رفض المساعدات رغم الأزمة
بحسب تصريحات مسؤولين بالأمم المتحدة لبي بي سي (BBC)، فقد رفضت كوريا الشمالية أي مساعدات ستصل إلى البلاد حاليا، وكذلك عروض المساعدة الخارجية، ما اضطر جميع الدبلوماسيين وعمال الإغاثة تقريبا لمغادرتها، بمن فيهم موظفو برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
لماذا أغلقت كوريا الشمالية بالكامل؟
تخشى كوريا الشمالية من تفشي فيروس كورونا، خاصة أنها لا تمتلك البنية التحتية للصحة العامة للتعامل مع تفشي المرض، لذلك أغلقت حدودها بشكل شبه كامل، لكن بعد الأزمة الأخيرة أقرت قانونا لتسهيل التجارة عبر الحدود، وتزعم كوريا الشمالية أن إغلاق الحدود حتى الآن جعلها خالية من "كوفيد-19".
اختبارات الأسلحة مستمرة رغم أزمة الغذاء
رغم الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تضرب كوريا الشمالية اليوم، يواصل النظام تصميم واختبار صواريخ جديدة وتكلّف صيانة الهياكل العسكرية والأمنية تكاليف ضخمة تجبرها في النهاية على ترك القليل جدا للمواطنين، ويجعل أقل الأزمات الاقتصادية بها واضح للغاية، ويكلّف الكوريين الشماليين الكثير.
الزعيم الكوري: الأزمة الحالية مثل مجاعة التسعينيات
شبّه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الأزمة الاقتصادية الحالية في بلاده بمجاعة تسعينيات القرن الماضي، التي مات فيها 3 ملايين شخص، وبحسب متخصصين فإن الاقتصاد الكوري الشمالي اليوم على شفا رکود هائل، مشيرين إلى الانهيار الوشيك للتجارة مع الصين، الذي تسبب في خسائر كبيرة بالوظائف، وأجبر الناس على بيع ممتلكاتهم وحتى حقوق الإقامة في منازلهم المملوكة للدولة لشراء الطعام.