أشهر مغالطات البيانات
الإحصاءات والتجارب العلمية تبدو في الغالب أكثر موثوقية من غيرها من المعلومات، لأنها تعتمد وفق ما هو متعارف عليه على تقديم حقائق مجردة محايدة، لكنها أحياناً تقع في فخ التحيز والمغالطات، بل وكثيراً ما استُخدمت للتضليل.
مغالطة قطف الكرز .. انتقاء الحقائق
تمثل هذ المغالطة نوعاً من عدم الأمانة في عرض المعلومات، وتحدث عندما تٌعرض عليك بيانات بعينها لهدف إقناعك بفكرة معينة، مع استبعاد متعمد لبيانات أخرى معاكسة.
مثال: المرشح الانتخابي يروّج لإحصاءات تدعم فرص فوزه أمام خصومه.
الحقيقة: المرشح تجاهل عن عمد إحصاءات معاكسة تٌضعف ملف ترشحه، رغم أنها أكثر موثوقية.
انحياز النجاة .. تجاهل الفشل
التركيز على الأشياء أو الأشخاص الذين نجحوا في اجتياز تجربة معينة، وتجاهل جميع من فشلوا في اجتياز التجربة نفسها.
مثال: هؤلاء الذين تركوا التعليم الجامعي وتوجهوا للعمل الحر أصبحوا أثرياء.
الحقيقة: نحن لا نسمع إلا عن قصص الأثرياء، لكن ماذا عن هؤلاء الذين تركوا الجامعة وفشلوا؟
تحيز النشر .. الاهتمام بالإثارة
يكثر هذا النوع من التحيزات في المجال الأكاديمي، حيث تزداد فرص نشر نتائج الأبحاث والإحصاءات كلما كانت نتائجها أكثر إثارة للاهتمام، بينما لا تحظى الدراسات التي تبدو "مملة" بأي فرصة للنشر.
مثال: نشر دراسة علمية أثبتت أن تناول طعام معين يحسّن من مزاج الإنسان.
الحقيقة: أُهمل نشر عشرات الدراسات المماثلة، التي أثبتت عدم وجود علاقة بين هذا الطعام وتحسين المزاج، لأن نتائجها غير لافتة.
مغالطة الكمية (مكانمارا) .. الاهتمام بالأرقام فقط
إصدار حكم أو استنتاج بناء على ملاحظات كمية ومقاييس إحصائية، وتجاهل أي عوامل أخرى لا يمكن قياسها بسهولة. سُمي هذا التحيز على اسم "روبرت ماكنمارا"، وزير الدفاع الأميركي خلال حرب فيتنام، الذي كان من كبار أنصار هذا النهج.
مثال: الجيش نجح في الغزو وفقاً لأرقام عدد قتلى جيش العدو النظامي.
الحقيقة: تجعل قياس عوامل مثل السيطرة على المواقع الإستراتيجية، أو وعورة جغرافيا مكان المعركة، أو احتمالية التورط في حرب عصابات.
تحيز العينات .. استطلاع رأي موجّه
التحيز في جمع عينات من أجل إعداد دراسة معينة بهدف الوصول الى نتائج محددة (اختيار عينة غير عشوائية).
مثال: استطلاع رأي يؤكد أن 60% من الناخبين يؤيدون مرشحاً بعينه.
الحقيقة: استطلاع الرأي تم في منطقة معروفة بتأييدها لهذا المرشح.