الحزام والطريق أو ما يعرف بطريق “الحرير الجديد” الذي يُحاك على المغزل الصيني منذ عام 2013. هذه النسخة الصينية محدّثة وتقوم على أنقاض أحد أقدم طرق التجارة وأهمها لأكثر من 1500 سنة مضت. حياكة هذا المشروع وُصفت بالتاريخية لأنه الأكبر من حيث تمويل البنية التحتية والاستثمارات والأبعاد السياسية والاستراتيجية.
يغطي الطريق الذي يفوق طوله 10 آلاف كيلومتر أكثر من 66 دولة أي ما يقرب من ثلثي سكان الأرض بناتج إجمالي يبلغ 40%. ممر تجاري مزدوج أولهما ممر بري ينطلق من الصين مروراً بكازاخستان وإيران وتركيا ثم روسيا وصولاً الى ألمانيا وهولندا وإيطاليا، وثانيهما يشق طريقه بحراً من الصين الى فيتنام وماليزيا والهند ويكمل طريقه باتجاه سريلانكا وكينيا ليصل الى اليونان وإيطاليا. يهدف إحياء الطريق الى إعادة فتح القنوات بين الصين وجيرانها في الغرب خصوصاً آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا وبالتالي إيصال بضائعها بأسهل وأسرع طريقة ممكنة لجميع قارات العالم.
تاريخ الانتهاء المستهدف للمشروع هو عام 2049، والذي سيتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. تقدّر تكلفته بين 4 تريليونات و8 تريليونات دولار، وما يتضمنه ذلك من تشييد شبكات من السكك الحديدية وأنابيب نفط وغاز وخطوط كهرباء وإنترنت وبنىً تحتية. وفي وقت يُنظر لمبادرة الحزام والطريق على أنها فرصة لتأسيس محرك نمو عالمي جديد يربط القارات تتخوف الولايات المتحدة ودول أوروبية من ميل ميزان القوى الاقتصادية لصالح الصين، أما الآمال الروسية فمعقودة على حاجة الصين الى عبور أراضيها نحو أوروبا والى مصادر الطاقة، مصالح مشتركة تجعل البلدين حليفين سياسياً.