فنلندا الدولة الاسكندنافية الواقعة شمال أوروبا احتلت المرتبة الأولى في تقرير السعادة العالمي لأربع سنوات متتالية.
يشكّك بعض الفنلنديين في منهجية التقرير ونتائجه مشيرين الى ما يعانيه مجتمعهم من مشكلات عديدة مثل ارتفاع نسب الاكتئاب والقلق وحالات الانتحار مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. التقرير الصادر عن الأمم المتحدة سنوياً يستند الى معايير تتفوق فيها الدول الاسكندنافية مثل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط عمر الفرد وجودة الخدمات الصحية والتعليمية وانعدام الفساد.
لكن عند اختيار معايير قياس مختلفة للسعادة تتغير النتائج .. تتراجع فنلندا مقابل دول أمريكا اللاتينية في “استطلاع المشاعر العالمي” الذي يركز أكثر على الحالة النفسية للشعوب. يرتبط ذلك الى حد ما بثقافة المنطقة وميل شعوبها الى التركيز على إيجابيات الحياة في مقابل الشعب الفنلندي المعروف بتحفظه في التعبير عن المشاعر. مع ذلك لا يمكن تجاهل تأثير الاضطرابات السياسية والاقتصادية على السعادة، وهو ما يفسر وجود شعوب عربية مثل العراق ولبنان وتونس ضمن الأكثر توتراً وحزناً في هذا المؤشر (2020).
في استطلاع آخر يركز على إحساس الأفراد بمعنى الحياة، تغلبت الدول الأفريقية على الدول المتفوقة اقتصادياً نتيجة عوامل مثل الدين ومستوى التعليم وحجم العائلة.
رغم تنوع مؤشرات السعادة يظل قياسها أمراً صعباً بسبب اختلاف معنى السعادة من ثقافة الى أخرى، تباين اللغة المستخدمة في الاستبيانات، الاعتماد على مصداقية الأفراد في الإجابة.