أبو الحسن الأشعري .. إمام العقل والنقل

يُنسب إليه المذهب الأشعري الذي ينتهجه الأزهر الشريف منذ 10 قرون وحتى الآن، الذي ظهر وسيطا بين المبالغة في اتجاهين أحدهما تقديس العقل والآخر جمود النقل، إليكم قصة أحد أبرز أئمة المسلمين عبر التاريخ.

المنشأوُلد علي بن إسماعيل بن إسحاق الأشعري، وكنيته أبو الحسن الأشعري، عام 260 هجرية الموافق لعام 873 ميلادية، في مدينة البصرة بالعراق في عهد الدولة العباسية.

تعريف• واحد من أبرز أعلام أهل السنة والجماعة، ويُنسب إليه المذهب الأشعري الخاص بالعقيدة.

• ينتهي نسبه الى الصحابي الجليل "أبو موسى الأشعري".

• لُقّب بإمام أهل السنة والجماعة، فبجانب نبوغه في العلوم العقلية، اشتهر بمهاراته في الجدال والمناظرة، كما كان بارعاً في علم الكلام وعلوم الفقه والحديث.

• مال طوال حياته الى الزهد والبساطة، كما عُرف عنه التصوف في سلوكه.

فلسفته• حدّد توحيد كلمة المسلمين على المنهج الوسطي المعتدل هدفاً له من خلال الاحتكام الى القرآن والسنة الصحيحة باستخدام العقل مدخلاً للفهم.

• هاجم المعتزلة الذين بالغوا في الاحتكام الى العقل، كما هاجم على الجهة الأخرى المبالغة في إثبات ظواهر نصوص القرآن الكريم.

• أقرّ بأن القرآن الكريم من حيث كونه كلام الله تعالى فهو أزلي، وأما من حيث كونه ألفاظاً منطوقة ومنقولة فهو مخلوق.

• تمسّك بكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة حول صفات الخالق، كما حث المؤمنين على عدم السؤال عن معانيها.

• اعتقد بأن الإيمان هو ما استقر في القلب، أما القول باللسان والعمل بالفرائض فهما من فروعه.

• أجاز الشفاعة واعتبرها واردة، انطلاقاً من أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأمته.

• اعتبر أن السببية ليست في النظام الطبيعي للكون، بل هي قائمة على تدابير الله تعالى.

• حذّر من المجازفة في تكفير المسلمين استناداً الى ارتكابهم للكبائر على غرار الخوارج، فشدد على أن من اعتقد عدم تحريمها فقط هو من يمكن اعتباره كافراً.

أقواله• "اختلف الناس بعد نبيهم في أشياء كثيرة وصاروا فرقاً متباينين وأحزاباً متشتتين، إلا أن الإسلام يجمعهم ويشتمل عليهم".

• "الدليل على أن للخلق صانعاً هو الإنسان الذي هو في غاية التمام والكمال".

• "ديانتنا التي ندين بها هي التمسّك بكتاب ربنا وسنة نبينا وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون".

• "ينسب الفعل الى العبد مجازاً والى الله حقيقة، لأن الفاعل الحقيقي هو من أخرج الشيء من العدم للوجود، وذلك محال على العبد".

تأثيره• ألّف أكثر من 200 كتاب، ووفقاً لمصادر أخرى 300 كتاب.

• ترك خلفه أتباعاً كثيرين من الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة، منهم أبوحامد الغزالي وفخر الدين الرازي وابن خلدون وغيرهم العشرات من أعلام الأئمة والعلماء.

• يشار إليه بأنه كان سبباً جوهرياً في أفول عصر هيمنه مذهب المعتزلة على العالم الإسلامي.

• تبنى الأزهر الشريف المذهب الأشعري طوال 10 قرون وحتى الآن.

خصومه• تعرّض الأشعري للنقد والهجوم من كلا الطرفين الذي جاء وسطاً بينهما، وهما المعتزلة والسلفية.

• اختلف الحنابلة مع الأشعري في مسألة التأويل العقلي لصفات الخالق، وهو ما أذن بظهور "ابن تيمية" وتلميذه "ابن القيم" لإحياء المذهب السلفي لاحقاً.

• ظلّ الخلاف قائماً بين الأشاعرة والسلفيين الى يومنا هذا.

من مؤلفاتهالإبانة عن أصول الديانة: يناقش العقيدة الإسلامية، ويتكلم فيه الأشعري عن الأصول العقائدية المختلف عليها مثل صفات الخالق ورؤية الله في الآخرة والمتشابه في القرآن الكريم وغيرها.

رسالة استحسان الخوض في علم الكلام: يدافع فيه الأشعري عن علم الكلام ضد القائلين بتحريمه، ويمثّل بجانب كتاب "اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع" الجانب العقلي عند الأشعري.

تم النشر بتاريخ: 23 ديسمبر 2022
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp