قد تكون لعنة فرعونية قديمة حلت بهذه المنطقة فأحالتها الى مقبرة لرجال شجعان قطعوا مسافات طويلة للغوص فيها، وقد تكون ببساطة منطقة خطرة يستهين البعض بخطورتها فيندفعون لاكتشاف أعماقها السحيقة لتُكتب نهايتهم، إنها منطقة الثقب الأزرق مقبرة الغواصين في مصر.
يبدو كثقب شديد الزرقة بمحاذاة البحر، يقع في مصر وتحديداً جنوب شرقي سيناء بالقرب من مدينة دهب الشهيرة ويطل على البحر الأحمر، غير معروف متى كانت رحلة الغوص الأولى إليه ولكن البعض يرجح أنها كانت عام 1968 حيث حذبت هذه البقعة محبي الغوص إليها من كل مكان في العالم حتى يتحدوا الموت ويجتازوا طريق الثقب الأزرق. ما يجعل هذه التجربة خطرة هو التكوين الجيولوجي للثقب، فامتداده يصل الى 100 متر وقطره حوالي 80 متراً، أما جدران الثقب من الداخل فهي تشبه القمع ويصل عمقها الى 55 متراً وعند نهاية الجدران يوجد نفق منحدر يمتد على طول 25 متراً موصول بنفق رأسي بطول 26 متراً يشكل طرق الخروج للبحر، النفق السفلي هو الجزء الأصعب من الرحلة وهو المكان الذي يفقد فيه الكثير من الغواصين حياتهم، حيث يمكن أن يشعر الغواصون بالارتباك لوجود متاهات عديدة في الأسفل فلا يجدون طريق الخروج وقد ينفد منهم مخزون الأكسجين وهم يحاولون إكمال الرحلة التي يوازي طولها ارتفاع برج مكون من 70 طابقاً، وقد يغوصون على عمق أكبر فيصبح طريق الخروج شبه مستحيل.
الحالة العلمية هذه تصيب الغواصين عندما يصلون للنفق السفلي بسبب زيادة العمق فتسبب للشخص تشويشاً ذهنياً وأحياناً عدم القدرة على التحكم بحركة الجسم لا سيما بوجود تيارات تتدفق أحياناً الى النفق وتجعل السباحة أصعب. لا توجد أرقام رسمية لعدد ضحايا الثقب الأزرق لكن بعض المواقع تتوقع أن عدد الوفيات يتراوح 130 - 200 شخصاً، ورغم تعليق لافتات بأسماء بعض الضحايا بالقرب من الشاطئ إلا أن هذا لم يمنع أصحاب القلوب القوية من خوض التجربة بل إن البعض يمارس فيه رياضة الغوص الحر دون خزان أكسجين.
الثقب قريب من الشاطئ والمياه فيه صافية ولا توجد تيارات أو حياة بحرية، تلك ميزات تجعله مثالياً لمحبي الغوص، لكن بعضهم يستخف بخطورته فيبتلعه الثقب كما ابتلع العشرات قبله.