في الحقيقة، لا يتنفس الجنين كما نتنفس نحن الآن، ومع ذلك فإنه يحتاج الى الأوكسجين للنمو. يحصل الجنين على الأوكسجين من أمه، إذ تنقله إليه عبر الأوعية الدموية الموجودة في الحبل السري والمشيمة، وفي المقابل ينتقل ثاني أوكسيد الكربون من المشيمة الى دم الأم، ويخرج مع زفيرها.
بحلول الأسبوع 32 من الحمل، يبدأ الطفل بممارسة حركات تشبه التنفس، الهدف منها إحداث ضغط على الرئتين وتوسيعهما، وليس الحصول على الأوكسجين. وفي الأسبوع الأربعين من الحمل تقريباً، يكون الطفل جاهزاً للانتقال من الرحم الى العالم الخارجي.
تكون رئتا الجنين مليئتين بالسائل الأمنيوسي، ولكن أثناء الولادة تعمل انقباضات الرحم على دفع هذا السائل خارج رئتي الطفل، وإعدادهما للتنفس. وطالما يكون الجنين متصلاً بوالدته عبر الحبل السري، فلا يحتاج الى التنفس من تلقاء نفسه، ولكن بمجرد قطع الحبل السري، يأخذ الطفل شهيقاً حاداً (الصرخة الأولى)، ويتنفس لأول مرة من دون مساعدة والدته.