مارسوا طقوس إراقة الدماء قبل آلاف السنين، أرهبو أعداءهم وجعلوا من خليج المكسيك مملكة أقاموا فيها حضارتهم، فنحتوا رؤوس ضخمة وأطلقوا عليها "وحوش الأرض" تعبيراً عن جبروتهم ضد خصومهم، إنهم شعب "الأولمك" أقدم حضارة في أميركا الوسطى.
قبل نحو 2500 عام، عاش شعب "الأولمك" أو ما يُعرف بالشعب المطاط، تلك الحضارة التي وضعت الأساس للعديد من الحضارات التي تلتها، فحضارتا "المايا" و"الأزتك" كانتا امتداداً لشعب "الأولمك" الذي عُرف حرفيوه بمنحوتات الرؤوس الحجرية الضخمة والتماثيل والألواح العمودية، وأبرزها التمثال المعروف بـ"وحش الأرض" أو "باب العالم السفلي".
حضارة الأولمك التي كان أفرادها يمارسون طقوساً غريبة مثل إراقة الدماء ولعب الكرة وتناول الشوكولا، وضعوا شواهد على حضارتهم التي اختفت أغلب تفاصيلها في ظروف غامضة، ومنذ ذلك الحين وهناك قطع أثرية لهذه الحضارة تمت سرقتها، لكن المكسيك مؤخراً أعادت القطعة الأبرز منها وهي "وحش الأرض" و"بوابة العالم السفلي" كما يزعمون. منذ أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات تقريباً أخذ الأميركيون "وحش الأرض" من الموقع الأثري ليقضي كل هذه السنوات خارج المكسيك التي بدورها حاولت بمساعدة المتخصصين تتبع موقع النصب التذكاري، لتنجح أخيراً في الحصول على قطعة من أهم الآثار الباقية لشعب "الأولمك".