الأسد ليس أكبر حيوان في البرية، ولا أكبر السنوريات، ولا يعيش في الغابة (Jungle)، لكنه مع ذلك معروف منذ آلاف السنين بأنه ملك الغابة، فمن أين جاءه هذا اللقب؟
هناك عدة أسباب جعلت الناس يلقبون الأسد بملك الغابة، أهمها قوته الضاربة، إذ تعد ضربة مخلبه من أشد الضربات على الإطلاق. كما أن زئيره هو الأقوى بين جميع السنوريات، وهو مرتفع الى درجة أن الإنسان يمكن أن يصاب بالصمم لو زأر الأسد بالقرب من أذنه. إضافة الى أن الأسود لا تخاف من أي حيوان آخر في البرية، لأنها تعيش وتصطاد في مجموعات، وهذا يجعلها أكثر شجاعة.
في المقابل نجد أن الببر أكبر حجماً من الأسد، ولديه عضلات قوية وأرجل أوسع، ويستطيع القفز لمسافة أعلى عند الهجوم، وإذا تصارع مع الأسد فإن الببر سيخرج من المعركة فائزاً، فلماذا لا يكون الببر ملك الغابة إذن؟
لم يكتسب الببر سمعة تشبه سمعة الأسد - ملك الغابة - لأنه يصيد بمفرده، ومتحفظ ولا يعيش في مجموعات، وهذا يجعله أقل شجاعة. أما الأسود فهي تعيش في مجموعات، وهذا ما يجعلها حيوانات لا تُقهر وأكثر شجاعة، ولها قدرة أكبر في السيطرة على بيئتها. ولكن تبقى مشكلة واحدة، كيف يكون الأسد ملك الغابة وهو لا يعيش في الغابة؟
كلمة (Jungle) الإنجليزية مشتقة من كلمة "جانجالا" الهندية، وهذه الكلمة باللغة الهندية تعني المكان المفتوح غير المأهول، وكثير من المناطق التي تسمى بهذا المسمى في اللغة الهندية، هي عبارة عن سهول ذات حشائش صفراء يعيش فيها الأسد. ولكن الكلمة أصبحت فيما بعد باللغة الإنجليزية البريطانية تعني الغابة الاستوائية الكثيفة، ومن هنا يحدث اللبس في تصوّر الأسد ملك غابة استوائية.