يعج كوكبنا بكائنات حية تثير الإعجاب والدهشة من بينها كائن لا يصنف كحيوان أو فطر أو نبات، يُطلق عليه اسم الفطر الغروي. مخلوق ملون ذو فقاقيع وحيد الخلية يزدهر في البيئات الرطبة مثل جذوع الأشجار المتحللة على أرض الغابات وفي حدائق المنازل، يفتقر العفن الغروي الى وجود جهاز عصبي ودماغ ومع ذلك فهو صاحب قدرات خارقة لطالما أدهشت العلماء. هذا الكائن الذي يشبه الأميبا للوهلة الأولى، صاحب خلية واحدة تنمو بشكل متسارع، يتضاعف حجمها ليصل قطرها الى عدة أمتار، لذا فهو صاحب أكبر خلية بين الكائنات الحية. يتميز العفن الغروي بالقدرة على التعلم والتأقلم، إذ يمكنه تحديد أقصر مسار عبر متاهة، وتذكر أماكن الغذاء عن طريق طبعها في الأنابيب التي يتشكل منها جسمه دون أقدام يمكنه التحرك بمعدل 4 سنتيمترات في الساعة الواحدة من أجل الوصول الى وجبته المفضلة من الفطريات والبكتيريا. وفي حالات شح الطعام، لا يموت العفن الرغوي بل يلجأ الى حيلة عجيبة للبقاء، إذ ينكمش حجمه حتى يجف تماماً، وما إن تصبح الظروف مواتية يعود للحياة مرة أخرى.