الاصطخري (علماء مسلمون)

هو أبو القاسم محمد الفارسي الاصطخري، المعروف بالكرخي. نشأ باصطخر في النصف الأول من القرن الرابع الهجري. وقد طلب العلم وعني بأخبار البلاد وما يتعلق بها فأثار فيه ذلك شوقاً وحنيناً الى السياحة والتجوال. وقد خرج في عام 951 ميلادية يطوف البلاد مبتدئاً ببلاد العرب الى الهند وقد لقي في رحلاته نفراً كثيراً من العلماء في كل فن. والجدير بالذكر أن علوم الجغرافيا لم تكن معروفة في عصره بالصورة التي نعرفها اليوم، وكذلك المعلومات الجغرافية عن البلدان لم تكن متوفرة، فكان بذلك أول جغرافي عربي صنّف في هذا العلم. وكان يستقي معلوماته من ثلاثة مصادر أولها مشاهداته الفعلية، وثانيها سماعه من أهل البلاد التي يزورها. وثالثها هو رجوعه الى كتاب بطليموس فيما لم يشاهده بنفسه ولم يسمع عنه من غيره. في كتابه "مسالك الممالك" يذكر الاصطخري أقاليم الأرض وممالكها إجمالاً، ثم يعرج قُدماً على ذكر بلاد الإسلام مفصلة، ويقسم المعمور من الأرض الى عشريت إقليماً، ثم يذكر كل إقليم منها بما اشتمل عليه من المدن والبقاع والبحار والأنهار. ولكن الملاحظ في مادة هذا الكتاب أن الاصطخري ربما قد اعتمد في تأليفها على كتاب سابق هو "صور الأقاليم" لابن زيد البخي، والذي يؤكد ذلك أن الاصطخري قد ألّف كتابه الثاني وأطلق عليه الاسم الذي أطلقه ابن زيد في كتابه. وقد أورد المؤلف في كتابه الثاني "صور الأرض" لوحات وخرائط منها عشرون خريطة الأولى للأرض، والثانية لديار العرب والثالثة لبحر فارس .. إلخ. ومن أقوال الاصطخري في "مسالك الممالك" يصف بيت المقدس: "هي مدينة مرتفعة على جبال يصعد إليها من كل مكان قصد من فلسطين وبها مسجد ليس في الإسلام مسجد أكبر منه. والبناء في زاوية من غرب المسجد يمتد على نحو نصف عرض المسجد، والباقي من المسجد فارغ إلا موضع الصخرة فإن عليه حجراً مرتفعاً مثل الدكة، وليس ببيت المقدس ماء جارٍ سوى عيون لا تتسع للزرع، وهو من أخصب بلدان فلسطين، ومحراب داود بها وهو بناية مرتفعة ارتفاعاً يشبه أن يكون خمسين ذراعاً من حجارة عرضها نحو ثلاثين ذراعاً.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة