الأندلس هو الإسم الذي أطلقه المسلمون على شبه جزيرة أيبيريا (إسبانيا حالياً)، وتاريخ الأندلس قديم للغاية، وأصل سكانها القدامى كانوا مزيجاً من السلت والأيبيريين، وفي الفترة بين القرنين العاشر والخامس قبل الميلاد أسس الفينيقيون واليونانيون عدة مستعمرات على سواحل الأندلس أطلقوا عليها اسم "أيبريا" ثم أطلق هذا الإسم على شبه الجزيرة كلها، ومنذ القرن الخامس قبل الميلاد خضعت الأندلس للقرطاجيين، وازدهرت مدينة قرطاجنة التي اتخذوها عاصمة لهم.
وفي 218 قبل الميلاد، غزت جيوش الرومان إسبانيا، للقضاء على نفوذ القرطاجيين وبعد معارك استمرت سنوات سقطت العاصمة قرطاجنة عام 209 قبل الميلاد، ثم تبعها سقوط بقية المدن، وبدخول الرومان إسبانيا سادت القوانين الرومانية هناك، وشيئاً فشيئاً اصطبغت إسبانيا بأساليب الحضارة الرومانية. وعندما ضعفت الدولة الرومانية، اجتاحت إسبانيا قبائل جرمانية، ثم استقر بها القوط الغربيون، الذين صارت البلاد في عهدهم في أسوأ حالاتها، وتفككت البلاد وانقسم الشعب الى طبقات، وانتهى الأمر باعتلاء القائد "لذريق" كرسي العرش وتوليه حكم البلاد بالقوة، وكانت الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت في أوج قوتها وازدهارها حيث وصل الإسلام في فتوحه الى بلاد المغرب العربي على يد القائد الإسلامي موسى بن نصير. وعندما استأذن طارق بن زياد قائده موسى بن نصير في توجيه فتوحه الى بلاد الأندلس، أُذن له، فعبر طارق بجنوده المسلمين الذي كان يملؤهم الحماس الشديد الى النصر وفتح بلاد الأندلس أو الشهادة في سبيل الله.
