أبو الوفاء البوزجاني، واحد من أعظم علماء الرياضيات المسلمين في القرن العاشر الميلادي، ولد في بوزجان عام 940 ميلادية وتوفي في بغداد عام 998 ميلادية، وكانت له إضافات قيمة ساعدت على تقدم علوم الفلك والهندسة وحساب المثلثات بصفة خاصة، وله في ذلك العديد من الكتب والرسائل، وأهم ما تميز به على غيره من علماء عصره، قدرته على شرح مؤلفات إقليدس وديفونطس والخوارزمي شرحاً وافياً أزال الغموض وفتح ما كان مغلقاً على الفهم.
وأهم أعماله هو إضافاته الوفيرة الى علم الجبر والمقابلة الذي ابتدعه الخوارزمي وتعتبر أضافاته في هذا العلم أساساً لعلاقة الجبر بالهندسة. على سبيل المثال فقد عمد الى حل معادلات الدرجة الرابعة حلاً هندسياً، كما تمكن من الوصول الى نتائج تتعلق بالقطع المكافئ، وكانت هذهالأعمال من أهم أسس نشوء الهندسة التحليلية التي يُعتبر ديكارت من روادها كما أدت الى ظهور حساب التفاضل والتكامل. وحساب التفاضل هو من أروع ما وصل إليه العقل البشري، وبواسطته تم التوصل الى كثير من الكشوف العلمية، خصوصاً في صياغة معادلات الحركة وقوانين الطبيعة مثل الديناميكا الحرارية. وقام البوزجاني بإجراء بحوث في حساب المثلثات، اعترف بها المستشرقون فأدخل حساب الظل واستخدم النسبة المثلثية (ظا) في حل كثير من المسائل الرياضية. والملاحظ أن لهذه الإضافات قيمتها في مجال العلوم الرياضية فقد استعان بها علماء الغرب في فجر عصر النهضة أمثال ديكارت ونيوتن وغيرهما. ومن أعماله أيضاً إيجاد العلاقة الخاصة بجيب زاويتين، واستعاض عن المثلث القائم الزاوية من الرباعي التام بنظرية "مينا لاوس" مستعيناً بما يعرف باسم قاعدة المقادير الأربعة ونظرية الظل، ثم استخرج من ذلك كله قانوناً جديداً وهو الذي توصل الى نظرية في المثلث الكروي، هذه النظرية تعرف باسم نظرية الجيب.
