تسبب البراكين دائماً للإنسان كثيراً من الرعب والهلع، بسبب ما تحدثه من تدمير في الأرواح وما تسببه من خسائر فادحة، مثلها في ذلك مثل الزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى. ويرجع السبب الرئيسي في ثوران البراكين الى الاضطرابات الداخلية في الكرة الأرضية، حيث أن القشرة الأرضية تقع على كتل من الصخور ذوات درجات حرارة مرتفعة، وفي الظروف الطبيعية تكون هذه الصخور الداخلية متجمدة بسبب الضغط الكبير الواقع عليها من القشرة الأرضية، فإذا انخفض هذا الضغط بسبب حدوث انكسار أو انشقاق في القشرة الأرضية، أو إذا ارتفعت درجة الحرارة في باطن الأرض بسبب الحرارة الإشعاعية، فإن المادة الصخرية الصلبة تسيل متحولة الى حمم منصهرة، وبالتالي يصير وزن هذه المادة السائلة أخف كثيراً من وزن الصخور المتجمدة، فتطفو الى أعلى قريباً من سطح القشرة الأرضية، وتخرج في شكل حمم ملتهبة تندفع على شكل نافورات نارية صاخبة. وأعظم انفجار بركاني في العصور الحديثة هو ما حدث في مدينة (جزيرة كراكاتو) سنة 1883، حيث تطاير نصف الجزيرة الى شظايا في الهواء، وإنهار النصف الآخر مستقراً في فجوة سفلية عميقة، وكان من نتيجة ذلك الانفجار البركاني المروع أن تطاير الرماد مرتفعاً في الجو لمسافة 17 ميلاً، ودار حول العالم كله، فصبغ شروق الشمس وغروبها في جميع قارات العالم صبغة استمرت أشهراً عديدة. كما سمع صوت الانفجار المروع على مدى 2000 ميل، وأحدثت الهزة أمواجاً بحرية عظمى ارتفعت مسافة تتراوح بين 50 و 80 قدماً، ثم عادت فارتطمت بالشواطئ وأغرقت 35 ألف شخص. وأشد ما سجل من الثوران البركاني كان في عام 1815 في مدينة "تامبورو" بجزر الإنديز الشرقية حيث قُتل 56 ألف شخص.