الإمام البخاري (علماء مسلمون)

من أجلّ علماء المسلمين قدراً وأعظمهم شأناً في علم الحديث، اسمه أبو عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري، وهو من الأسماء المرموقة في مجال الثقافة الإسلامية وكاد كتابه (صحيح البخاري) يبلغ مرتبة القداسة. ويرجع نسب الإمام البخاري الى أسرة متواضعة كانت تحترف فلاحة الأرض، أما أصله فيرجع الى بخارى. ومن أهم صفات الإمام البخاري أنه تصدى لسماع الحديث الشريف وهو في الحادي عشر من عمره وكان نحيفاً ضعيف الجسم قليل الأكل متقشفاً ويكتفي بأكل الخبز فقط معرضاً عن أكل الادام، وقد ظل على هذه الحال طول حياته فكان عرضة للأسقام، كما أنه أصيب في بصره أكثر من مرة وكان عرضة للعمى. ومن أهم صفاته أيضاً أنه كان عزيز النفس عفيف اليد يتحمل ولا يتجمل ولا يريق ماء وجهه ولطالما عالج الجوع بأكل الحشائش كما كان يستر عريه بالاحتباس في البيت، يُروى عن عمر بن حفص الأشقر أنه قال "كنا مع محمد بن اسماعيل البخاري بالبصرة، نكتب الحديث ففقدناه أياماً ثم وجدناه في بيته وهو عريان فجمعنا له الدراهم وكسوناه". وسافر البخاري الى معظم بلاد المسلمين فيما بين مصر غرباً وخراسان في أقصى الشرق كان يعلّم ويتعلم وتركزت أهم أعمال مدرسة الإمام البخاري في توخي الصحيح من الأحاديث وقد جاب الأقطار وتحدث الى أغلب علماء الحديث في عصره وقد قال في فئة منهم: "لقيت أكثر من ألف رجل من أهل الحجاز والعراق والشام ومصر وخراسان فما رأيت واحداً منهم يختلف في هذه الأشياء إن الدين قول وعمل وإن القرآن كلام الله"، ومن وراء هذه الأعداد أعداد أخرى لا يدركها الإحصاء التقى بهم البخاري وسمع منهم إلا أنهم لم يكونوا أهل ثقة فلم يأخذ بما رووا له. هذا وأهم أعمال الإمام البخاري هو كتابه الضخم (صحيح البخاري) وهو يضم نحو ستمائة ألف حديث صنفه في سبعة عشر عاماً وجعله حجة فيما بينه وبين ربه.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة