ظاهرة غريبة تحدث في أنحاء متفرقة من العالم، وتتكرر في كل عام، هي هجرة بعض الطيور من موطنها الى مناطق أخرى أكثر دفئاً، كي تضع الإناث بيضها، أو لإيجاد مصادر أوفر من الغذاء، حيث يقل في موطنها الأصلي. وقد تسافر هذه الطيور لمسافة هائلة تبلغ آلاف الكيلومترات، وبعد فترة تعود مرة أخرى الى موطنها مع عودة الدفء. حاول العلماء التعرف على الأساليب التي تتّبعها هذه الطيور بحيث تجد طريقها الى البيئة الجديدة دون أي خطأ، خاصة وأن البعض منها يطير بدون توقف أحياناً لأيام طويلة. وأغرب جانب في هجرة الطيور، هو أن المكان والمسار وربما حتى أسلوب الطيران مغروسة كلها في أدمغتها، وتقوم بها على الرغم من العواصف والأحوال الجوية السيئة واستنفاد قواها. واتضح أن هذه الطيور المهاجرة تمتلك نوعاً من "البوصلة الكيميائية" التي تعمل بتأثير ضوء الشمس أو القمر أو النجوم، إذ أن أي تفاعل كيميائي حساس للضوء، يمكن أن يساعد في توجيه تحركات هذه الطيور. بينت دراسة أن الطيور المهاجرة توجّه نفسها على اتجاهات البوصلة، بالاستفادة من وضع الشمس في النهار والقمر والنجوم في الليل، كما يمكنها أن تشعر بالشمال المغناطيسي، وكذلك تستطيع الاستفادة من أمور أخرى مثل رائحة البحر وصوت أمواجه.