كيف عاقب الفرنسيون خائنات الوطن؟

في أغسطس من العام 1944، تمكنت قوات الحلفاء من تحرير فرنسا، واسترد الفرنسيون باريس عاصمتهم التاريخية، بعد اربع سنوات قضتها تحت الاحتلال النازي .. فكيف عاقب الفرنسيون المتعاونين مع الألمان؟ بالتزامن مع الاحتفال بتحرير بلادهم، صب الفرنسيون جام غضبهم على الخونة الفرنسيين المتعاونين مع القوات الألمانية، لتشهد الشوارع الفرنسية عمليات انتقام مروعة، إهانة وسحل وتنكيل شبيهة بتلك التي شهدتها خلال الثورة الفرنسية. ولم تقتصر العمليات الانتقامية على الرجال فقط، لكنها طالت النساء الخائنات أيضاً المتهمات بالتعاون والتخابر لصالح الألمان. تعرض ما يزيد على 20 ألف امرأة للإهانة العلنية، لاتهامهن بالتجسس على أفراد المقاومة الفرنسية، وإقامة علاقات مع جنود ألمان وإنجاب أطفال منهم، أقدم الفرنسيون على حلق رؤوسهن ورسم الصليب المعكوف على وجوههن وصدورهن قبل عرضهم في الشوارع نصف عاريات. وأثناء تلك الكرنفالات الغريبة التي جابت فرنسا، لجأ بعض الجماهير الغاضبة الى تعنيفهن بتوجيه الصفعات واللكمات لهن. أما حكومة "فيشي" التي أدارت شؤون فرنسا في ظل الإحتلال الألماني، فخضع أعضاؤها للمحاكمة لاتهامهم بالخيانة وإرسال عشرات الفرنسيين الى مراكز الموت الألمانية وقمع حركة المقاومة الفرنسية.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة