دوائر المحاصيل هي دوائر غريبة الشكل، أخذت تمثل ظاهرة في مناطق متعددة من العالم، وردت أول إشارة لها في كتاب "التاريخ الطبيعي" الذي أصدره عام 1686 البروفسور "روبرت بلت" أستاذ الكيمياء بجامعة أكسفورد، الذي أشار الى أن دوائر المحاصيل الغامضة كانت معروفة جداً منذ القرن السابع عشر، كما أشار الى أن سببها ربما يعود الى سير الإبل أو الماشية أو قطعان الرعي، أو ربما تعود الى ما سماه انفجار البرق على سطح الأرض.
يعتقد بعض الجغرافيين أن هذه الظاهرة الغامضة ربما تحدث بتأثير الريح القوية المنحدرة من فوق التلال حينما تصطدم بحائط الهواء الساكن. ويعتقد بعض الباحثين اليابانيين أن المسؤول عن ذلك مادة تسمى "بلازما" فعندما يسخن الهواء باللهب أو بشرارة كهربائية ناتجة عن البرق مثلاً فإن طاقة الشرارة تكون كافية لتفتيت ذراته الى جسيمات مشحونة تسمى أيونات، ويطلق على الهواء في هذه الحالة المتغيرة اسم بلازما. حصل العلماء اليابانيون على تأثير مماثل لبلازما السحب على حقول الذرة بعمل سحب بلازما صناعية في المعمل وتمريرها لتلامس سطحاً مغطى بمسحوق فأدى التفاعل بينهما الى ظهور دوائر تشبه دوائر المحاصيل الغريبة الى حد ما. هذا وقد ادعى رجلان بريطانيان أنهما صنعا معظم دوائر المحاصيل الغريبة التي اكتشفت في الأعوام السابقة، لكنه من غير المحتمل أن يكونا قد قاما بهذا العمل في عدة دول وأقطار مختلفة لمدة تزيد على 300 سنة.
مشكلة العلماء والباحثين في هذه الظاهرة الغريبة أن الشبه كبير بين تلك الدوائر التي حدثت بواسطة الأقدام وتسطيحها للمحصول، والدوائر التي حدثت بواسطة البلازما أو الريح، لكن ربما عن طريق العلم والتكنولوجيا نستطيع الإمساك بالمخادعين فإذا كانت دوائر المحاصيل قد حدثت بواسطة البشر فإنه من المحتمل أن يكونوا قد أتموا هذا العمل تحت جنح الظلام، وهنا يستطيع العلماء عن طريق الكاميرات الحرارية، أن يروا ما لا تستطيع العين المجردة أن تراه، فهذه الكاميرات حساسة للحرارة من الضوء، والأجسام البشرية تنبعث منها حرارة، وهذه الكاميرات تستطيع أن ترى في الليل، فهي تلتقط مقادير ضئيلة من الضوء المنعكس من الأجسام ثم تحوّله الى كهرباء ثم تقوّيه عدة مرات قبل أن تحوّله الى ضوء مرة أخرى. كما أن الكاميرات الحرارية ومركزات الصور تستخدم بواسطة القوات المسلحة لكشف تحركات القوات والمركبات، ومن هنا يمكن بواسطتها كشف نشاط المخادعين.
