حين تشعر بالخطر فإن عقلك يتخذ قراراً سريعاً ما بين خيارين، إما القتال أو الهرب. معظم الحيوانات تمتلك ردود فعل مشابهة تتمحور حول الصراع والفرار، لكن هذه السحلية مختلفة عن جميع هذه الكائنات، هذ السحلية ذات القرون القصيرة والتي تعرف أيضاً باسم "العلجوم المقرن" نظراً لجسمها الممتلئ وذيلها القصير. حين تشعر بالخطر من مفترس يتربص بها فإنها تقوم بنفخ جسدها لتبدو أكثر امتلاء وقوة، وإن لم تنجح هذه الحيلة، فإنها تلجأ الى واحدة من أكثر الحيل غرابة في عالم الحيوان إذ تقوم بقذف الدم من عينها باتجاه من يهاجمها.
تنتشر هذه السحلية في المناطق الصحراوية والجافة من جنوب كندا وصولاً الى غواتيمالا، وتتغذى على النمل بشكل أساسي، كما تلتهم أصنافاً متنوعة من الحشرات والعناكب حسب الحاجة. تكسو الأشواك ظهرها ويتسلح رأسها بقرنين حقيقيين من العظام. رغم مظهرها المقلق وأسلحتها الدفاعية إلا أن لها قائمة طويلة من المفترسات في البرية، حين لا يجدي التخفي نفعاً فإن السحلية ذات القرون القصيرة، تنفخ جسدها المدبب لتغدو مستديرة وممتلئة كما البالون، وإن لم تُفلح في إخافة غريمها فإنها تنتظر اللحظة الحاسمة لتقوم بقذف دماء ذات مذاق كريه في فم الحيوان المفترس. لكن كيف يمكنها فعل ذلك؟
تقوم السحلية بحبس مجرى الدماء حول العينين، ما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وبالتالي تمزق أوعية دموية صغيرة، مطلقة سيلاً من الدماء المقززة في الهواء لمسافة متر واحد، تحوي هذه الدماء مادة كيميائية ذات مذاق سيء للغاية، خاصة بالنسبة للكلاب والسنوريات. هذه السحلية الذكية قادرة على تمييز البشر من المفترسات، لذا إن صادفتها فلا خوف عليك من أسلحتها الدفاعية المقززة.