يقع المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف بالقدس. شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي وأتمه ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705 هجرية. كانت أبوابه زمن الأمويين مصفحة بالذهب والفضة، ولكن الخليفة أبا جعفر المنصور العباسي أمر بخلعها وصرفها دنانير تنفق على المسجد. وفي أوائل القرن الحادي عشر أصلحت بعض أجزائه وصبغت قبته وأبوابه الشمالية.
ولما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 1099 ميلادية جعلوا قسماً منه كنيسة، واتخذوا القسم الآخر مسكناً لفرسان الهيكل، ومستودعاً لذخائرهم. ولكن صلاح الدين الأيوبي عندما استرد القدس الشريف من الصليبيين، أمر بإصلاح المسجد وجدد محرابه وكسا قبته بالفسيفساء، وأتي بالمنبر المرصع بالعاج والأبنوس من حلب ووضعه على يمين المحراب وبقي الى أن أحرقه اليهود في 21 أغسطس 1969.
واعتنى بالمسجد ملوك بني أيوب والمماليك وسلاطين آل عثمان. وأنشئت في أروقة وعمر سقفه بالرخام، ورممت جوانبه وفرشت أرضه بالسجاد العجمي، ويوجد تحت الأقصى دهليز واسع يسمى الأقصى القديم يتألف من سلسلة من عقود تقوم على أعمدة ضخمة.