لا بد أنكم جميعاً تعرفون تلك الأصابع البيضاء التي يستخدمها معلم الفصل في الكتابة على السبورة أو لوح الحائط، إنها أحد الأشكال المصنوعة من الطباشير، الذي يستخدم في عمل الطلاءات، ويدخل في صناعة مساحيق الأسنان، وفي تحضير بعض أنواع الأسمنت، بالإضافة الى أغراض زراعية وصناعية أخرى. أما المصدر الذي يحصل منه الإنسان على مادة الطباشير الجيرية فهو البحر، ففي البحار تعيش ملايين لا حصر لها من حيوانات، تبلغ حداً من الدقة لا نستطيع معه رؤيتها إلا بالمجهر، فتبدو لنا هذه الحيوانات الدقيقة كاللآليء، وتغطي كل واحدة منها صدفة قامت ببنائها لنفسها، وتلك الحيوانات متعددة الأنواع ولا تبني أصدافها من نفس المادة، لكن الكثير منها يبني أصدافه من الجير الموجود بالماء. وحينما تموت الحيوانات وتخلف وراءها الأصداف التي تغوص بدورها الى قاع المياه مكونة طبقة من الجير. ومع مرور السنين يتكون مزيد من الطبقات ليصبح لدينا طبقة سميكة من الصخر الأبيض، هذا الصخر نطلق عليه اسم "الطباشير"، ولا يتمكن الإنسان من الحصول عليه إلا عندما تنحسر مياه البحر، ويصبح الصخر الأبيض جزءاً من اليابسة. وتشتهر في عالمنا الحالي بعض المناطق في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا بوجود طبقات من الطباشير التي يرجح أنها كانت جزءاً من الماء في الأزمان الغابرة. وقدظلت تلك المادة الجيرية الطبيعية سنوات طويلة تستخدم في عمل أصابع الطباشير، أما الآن فإنها تصنع من مواد أخرى صناعية.