الوزير الأكبر "نظام المُلك" واسمه الكامل "الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي" وُلد في طوس بإقليم خراسان سنة 1018 ميلادية. بدأت ملامح العبقرية تتضح على نظام الملك منذ نعومة أظفاره فقد تمكّن من تعلّم اللغة العربية وحفظ القرآن في سن الحادية عشر، ثم درس الحديث النبوي وفقه المذهب الشافعي في الخامسة والأربعين من عمره.
تولّى نظام الملك منصب الوزير الأكبر في الدولة السلجوقية، أنشأ نظام المُلك المكتبات، وأمر بتأسيس المدارس النظامية التي انتشرت في بغداد والبصرة والموصل وأصفهان وطبرستان وبلخ ونيسابور وهراة، وكان لكل علم من العلوم مدرّس خاص به. حثّ السلطان ألب أرسلان على التصدي للبيزنطيين وتحرير أراضي المسلمين من سطوتهم.
كان لسياسة نظام الملك دور رئيس في ازدهار الدولة السلجوقية وقوّتها، ودعم الخلافة العباسية والمذهب السنّي، بعد انتشار المذهب الشيعي الإسماعيلي في بلاد ما وراء النهرين، وهو ما جعل أعداءه يتربصون به لقتله. وفي عام 1092 ميلادية، بعث زعيم الحشّاشين حسن الصبّاح أحد قتلته لاغتيال الوزير.