الحشاشين .. الطائفة الأخطر في التاريخ الإسلامي
في بلاط السلاجقة
اعتنق الحسن بن علي بن الصبّاح المولود سنة 1037 ميلادية المذهب الإسماعيلي الشيعي شاباً في مدينة الري ( مدينة تاريخية في إيران) بعد لقائه بأحد دعاة الإسماعيليين، تابع بعدها تحصيله الديني والعلمي، ما أهله ليلتحق بالبلاط السلجوقي، حيث سيعمل مستشاراً وإدارياً لدى السلطان ملكشاه ويستمر في نشر دعوته الى أن ينتقل الى مصر بأمر من كبير دعاة الإسماعيليين.
في ضيافة المستنصر
وصل الحسن مصر عام 1076 ميلادية بعد مروره بالعراق والشام للدعوة فيهما، واحتفى به الخليفة الفاطمي المستنصر لدى وصوله وقرّبه منه، ولكن تقدير الخليفة لحسن الصبّاح أزعج أمير الجيش في مصر بدر الجمالي، فتسبب بطرده منها بعد ثلاث سنوات لتبدأ معها دولة الصباح.
قلعة آلموت
ظل الحسن يتنقل بين المدن الإسلامية تسع سنوات يدعو فيها للمذهب سراً ويجمع حوله الأتباع، الى أن قتل أتباعه مؤذناً لم يستجب لدعوتهم فبدأ الوزير السلجوقي نظام الملك بإدراك خطر الجماعة وتعقبها، فاضطر الحسن للبحث عن مكان محصّن ومنيع للاحتماء به، واختار قلعة آلموت المبنية على قمة جبل قرب طهران.
نشر الدعوة
بعد استيلائه على القلعة، بدأ الحسن بنشر دعوته في المناطق المجاورة عن طريق الدعوة أو الهجوم العسكري، ومع توسع نفوذه شن السلطان السلجوقي حملتين ضده، ولكنهما فشلتا في إخضاع الحركة، وردّ الحسن باغتيال الوزير نظام الملك، حيث اعتمد على سياسة الاغتيال بشكل أساسي في تصفية خصومه.
خفايا الحركة
بسبب طبيعتها السرية نُسجت حول الحركة الكثير من الأساطير، مثل التي تحكي عن إنشاء الحسن للحدائق والجنات المليئة بالنساء في قلعته والتي كان يجند من خلالها الشباب، وكذلك تسمية الحركة بالحشاشين بأنها جاءت من إعطاء الحسن أتباعه مخدر الحشيش لتنفيذ أوامره، الأمور التي ينفيها المؤرخون.
ثلاثة قرون من الاغتيالات
استغل الحسن موت السلطان ملكشاه وتنافس أبناؤه على السلطة في توسيع نفوذه، ولم تتمكن هجمات وحصار السلاجقة المتكرر للقلعة من إخضاعها. توفي الحسن الصباح عام 1124 ميلادية، واستمرت الحركة لمدة قرن ونصف ببث الخوف بين القادة العباسيين والفاطميين والصليبيين، وكانت نهايتهم مع هجوم القائدة المغولي هولاكو على القلعة وحرقها وذبح من فيها.