بحركات منمقة وملابس أنيقة، يسرن بانتظام بين السيارات، معايير اختيارهن تشبه الى حد كبير معايير اختيار عارضات الأزياء، لكن المفاجأة أنهن شرطيات سير في كوريا الشمالية.
في ثمانينات القرن الماضي، ظهرت الشرطة النسائية للمرة الأولى في كوريا الشمالية، رغم أن شوارعها كانت شبه خالية حينها، فالعقوبات الاقتصادية منعت دخول السيارات إليها. إلا أن ضباط أمن المرور أو "سيدات المرور" كما هو متعارف عليه في الأوساط المحلية مارسن عملهن في الشارع سواء كان فارغاً أو ممتلئاً بالسيارات، لكن مع مرور الوقت ارتفع عدد السيارات مع زيادة السلطات للتسهيلات الاقتصادية قليلاً.
الشرطة النسائية يصل عدد أفرادها الى 300 شرطية، يعملن في العاصمة بيونغ يانغ، اختيارهن يتم وفق معايير محددة أبرزها المظهر الخارجي فيجب أن يتمتعن بمظهر جذاب وقوام ممشوق كما يلتزمن بارتداء زي الشرطة الرسمي، لكن في حالتهن يكون أضيق قليلاً ليبرز قوامهن الممشوق، ويضفن له أيضاً سترة مضيئة ليسهل على السيارات تمييزهن في الليل، ويبدلونها بأخرى صوفية لفصل الشتاء، ويتم تزويدهن بكريمات واقية من الشمس كي يحافظن على بشرتهن من الأشعة الضارة.
ومن الشروط الغريبة التي تفرض عليهن، أن يكن عازبات فإن تزوجن فعليهن الاستقالة فوراً. والأغرب أن سن التقاعد في هذه المهنة يبلغ 26 عاماً فقط.
الشرطيات في كوريا الشمالية يعملن لفترات طويلة، لكن مقابل كل ساعة عمل هناك ساعة استراحة. هذه الاشتراطات والقوانين الصعبة لا تطبق على زملائهم الذكور البالغ عددهم 400 شرطي، فلا تفرض عليهم مواصفات جسمانية محددة ولا يجبرون على الاستقالة في حال تزوجوا أو تجاوزت أعمارهم الـ26 عاماً.
ومع ازياد عدد السيارات في البلاد، قامت السلطات بتركيب إشارات ضوئية لتنظيم حركة المرور، إلا أنه لم يتم الاستغناء عن الشرطيات الحسناوات اللواتي أصبحن يجذبن السياح الأجانب والإعلام، ويعكسن صورة جميلة عن بلد يسوده الفقر الشديد ويعتبر من الأكثر عزلة في العالم.