أمريكيون يعرضون أطفالهم بالتبني للبيع

إذا كنت تملك حيوانا أليفا فأنت تعرف غالبا مصطلح "إعادة التبني" أو "عرض للتبني" الذي يشير إلى رغبة صاحب الحيوان الأليف في منحه لشخص آخر. هذا الأمر شائع عند محبي الحيوانات الأليفة في جميع أنحاء العالم بما فيها الدول العربية. ويُطلق على هذه العملية في أمريكا مصطلح "Rehoming" ويعني "إعادة توطين". الصادم أننا هنا نتحدث عن "إعادة توطين" لكن ليس للتخلي عن حيوان أليف، بل للتخلي عن أطفال كانوا متبنين سابقا، ولم يعد الآباء يرغبون فيهم. في عام 2013 نشرت وكالة "رويترز" تحقيقاً كشفت فيه عن وجود سوق سوداء في أمريكا، عبر الإنترنت لبيع الأطفال المتبنين الذين لم تعد العائلة تريدهم. تقوم هذه العائلات بعرض صور ومنشورات على الإنترنت تعلن من خلالها رغبتها في التخلص من الطفل، مع إظهار السبب. وفور تقدم أحد الراغبين بذلك، تسارع العائلة إلى نقل الحضانة بشكل غير منتظم وغير قانوني ودون أن تتحقق من ملاءمة العائلة الجديدة للطفل. في عام 2016 طرح برنامج "60 دقيقة أستراليا" القضية على الطاولة مجدداً. من ضمن القصص التي عرضها التحقيق، توجد قصة المراهق "توم" الذي تبناه أحد المعلمين لفترة تجريبية، ثم قرر أنهما غير متوافقين فتخلى عنه، فعاد إلى رحلة البحث عن عائلة جديدة تقبل به. المأساة الحقيقية التي ركزت عليها الحلقة أن هذا الأمر قانوني في أمريكا. في عام 2016 أصدرت ولاية كاليفورنيا" قانونا يُجرم التخلي عن الطفل إذا كان عمره أقل من 14 عاما. القانون يُجرم عرض الآباء الأطفال على الإنترنت دون حيازة "رخصة" بمعنى دون أن يكونوا جهة مخولة بفعل ذلك. معظم الأطفال الضحايا جلبتهم عائلات أمريكية من بلاد أخرى فيما يُسمى تبني "طفل دولي". ووفقا للأرقام التي عرضها التحقيق فإن هناك 24 ألف طفل تبنتهم عائلات أمريكية ثم تخلت عنهم هذا الرقم يعود إلى عام 2016. ولأن هذه التجارة سرية، لا يمكن معرفة العدد الدقيق الذي بلغته هذه التجارة اليوم. تتخلى العائلات عن الأطفال لأنهم "أقل من توقعاتهم" أو لأنه أصبح لديهم أطفال بيولوجيين ولم يعودوا في حاجة إلى أطفال متبنين، أو لأنهم تبنوهم من الأساس لاستغلالهم في أمور غير أخلاقية. تحقيق "رويترز" وبرنامج "60 دقيقة" سلّطا الضوء على زوجين منحرفين تعرفا على بعضهما عن طريق غرف المحادثة. كانا يعرضان خدماتهما لتبني الأطفال التي لم تعد العائلات ترغب بهم، وقدموا أنفسهم على أنهم عائلة محبة، وكانوا ينتقلون من ولاية إلى أخرى ويفعلون الأمر ذاته. ما تم كشفه لاحقا أن هذين الزوجين كانا يستغلان الأطفال الذين تخلت عنهم عائلاتهم في انحرافاتهم الجنسية بأبشع الطرق. كشفت التحقيقات عن هذه العائلة المنحرفة بعد قرابة 10 سنوات من الجهد الشخصي الذي بذلته امرأة أمريكية تدعى "لين بانكس" لكشفهم. اعتقلهم مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 2018 وتم الحكم عليهم 40 عاما، وإنقاذ 11 طفلا من قبضتهم. لا تحظى القضية بالاهتمام الذي تستحقه. فإلى جانب دم وجود قوانين وإجراءات صارمة تحظر "إعادة" التوطين" صراحة، فإن هناك مصطلح "التبني الثاني " يتم استخدامه من جهات تدعي أنها مرخصة ومهمتها مساعدة العائلات على إيجاد الطفل المناسب. في العام الماضي، نشرت امرأة أمريكية فيديو على "تيك توك" تحدثت فيه عن منشور على فيسبوك نشرته صفحة تدعى "فرصة التبني الثاني" مما سبب ضجة في الشارع الأمريكي الذي تساءل عن مدى قانونية هذا الفعل، فردت الصفحة بأن "التبني الثاني" قانوني ويختلف عن إعادة التوطين، ولكن عند البحث عن ماهية هذا الاختلاف فإنه لا يوجد محددات صارمة قانونيا تفرق بين المصطلحين.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة