التوائم حول العالم أشخاص مميزون دائماً، والتشابة في أشكالهم وصفاتهم أمر محط أنظار أينما حلّوا، لكن بعضهم أكثر تميزاً، جسد واحد لشخصيتين وعقلين وروحين مختلفتين لا تفترقان أبداً لا بحل ولا ترحال إنهم التوائم الملتصقة أو التوائم السيامية.
مصطلح التوأم الملتصق يشير الى جسدين يرتبطان بعضو أو عدة أعضاء منذ الولادة وهي حالة نادرة تحدث بمعدل 1 بين كل 49 ألف ولادة، وتنتشر بشكل أكبر في جنوب شرق آسيا وأفريقيا والبرازيل، وتحدث لدى التوائم الإناث بصورة أكبر من التوائم الذكور، نصف حالات التوائم السيامية تموت غالباً في الرحم قبل الولادة والنصف الآخر يولد بتشوهات خلقية تنتهي بالوفاة، ومعدل بقاء التوأم السيامي على قيد الحياة لا يتجاوز 25%.
عمليات فصل التوأم المتلاصق تعد معقدة للغاية لكنها تطورت كثيراً خلال الآونة الأخيرة، والسعودية تعتبر رائدة في هذا المجال على مستوى العالم. نجاح تلك الجراحات يعتمد على مكان الالتصاق، وفي بعض الحالات يكون الفصل خطراً أو غير ممكن فيضطر التوأم للعيش على وضعه الملتصق مدى الحياة.
الحالة الأقدم والأشهر للتوائم السيامية كانت للتوأم تشانغ وإنغ بنكر، اللذين ولدا في سيام أو تايلاند حالياً عام 1811، وانتقلا الى أميركا وعملا بالسيرك وسميا وقتها بالتوأم السيامي نسبة لمسقط رأسهما، ثم بات هذا الاسم يطلق لاحقاً على جميع التوائم الملتصقة. التوأم بنكر تزوجا وأنجبا 21 طفلاً وعاشا حتى عمر 62 عاماً.
الشقيقتان آبي وبريتاني هينسل توأم ملتصق عزمتا أن تحييا حياة طبيعية رغم ظرفهما، تخرجتا من الجامعة وحصلتا على وظيفة لتدريس الرياضيات، كما أنهما تحبان قضاء الوقت مع الأصدقاء ولديهما الكثير من الهوايات، التوأم تعرفان بعضهما على أكمل وجه، تعلمت كل منهما كيفية تنسيق حركة الجسم الذي يتألف من رئتين لكل منهما وقلبين ومعدتين وكبد وأمعاء كبيرة واحدة وجهاز تناسلي واحد، إذ تتحكم آبي في الجانب الأيمن في حين تتحكم بريتاني في الجانب الأيسر، لكنهما تختلفان أحياناً على بعض التفاصيل كاختيار الملابس مثلاً فبريتاني تحب الألوان المحايدة بينما تفضل آبي الألوان البراقة، كما أن بريتاني تخشى الأماكن المرتفعة بعكس آبي. التوأم تواجهان أيضاً بعض المشكلات الاجتماعية فأحياناً تعاملان على أنهما شخص واحد وأحياناً يتم التعاطي معهما على أنهما شخصان منفصلان، فهما تتقاضيان راتباً واحداً مثلاً، وفي حال السفر لكل منهما جواز سفر خاص لكن بتذكرة واحدة ومقعد واحد.
كل منا يحتاج أحياناً لأن يختلي بنفسه ولو لفترة وجيزة، وفكرة وجود شخص بجانبنا في بعض اللحظات قد تكون مزعجة حتى لو كان شخصاً قريباً ومحباً، لذا فكرة أن يعيش شخصان بعقلين وشخصيتين مختلفتين لكن بجسد واحد ليست بالأمر السهل.