أغرب طرق إرسال الرسائل أثناء الحروب والمعارك. أولاً: الحمام الزاجل، فبخلاف استخدامه التاريخي قبل اختراع الهاتف والبريد، تم استغلاله بشكل واسع خلال الحرب العالمية الأولى لنقل الرسائل بين الخطوط الأمامية والخلفية، وأحد أشهر الأمثلة على ذلك هي الحمامة "تشير آمي" التي أنقذت مجموعة من الجنود الأميركيين المحاصرين بنقل رسالة من موقعهم الى القادة ما أدى الى الوصول إليهم وتحريرهم. ثانياً: الكلاب، استخدمت فرنسا وبريطانيا الكلاب المدربة لنقل الرسائل عبر الخطوط الأمامية، خصوصاً في المناطق التي كان فيها الاتصال اللاسلكي مستحيلاً، حيث أثبتت الكلاب قدرتها على التنقل بين الخنادق، وكان يتم تدريبها على معرفة المواقع والأشخاص الذين سيستلمون الرسائل الموضوعة فوق طوقها، وخلال الحرب العالمية الثانية استخدم السوفييت الكلاب في المراسلة والعمليات العسكرية أيضاً حيث ظهرت الكلاب المفخخة التي قامت بتفجير دبابات الألمان عام 1942، وأجبر ذلك القوات الألمانية على التراجع. ثالثا: العدّاء، فخلال الحرب العالمية الأولى برزت مهمة لجنود يقومون بالركض بين جبهات القتال لتوصيل الرسائل بين الوحدات المختلفة، فكان العداؤون يرتدون شارات تدل على هويتهم ويتسلحون بأسلحة خفيفة مثل المسدسات والخناجر وكان لا بد من تمتعهم بلياقة بدنية عالية وقدرة على قراءة الخرائط، وبسبب ذلك كانوا مسؤولين أيضاً عن نقل الجنود الجدد الى مواقعهم، ورغم نجاح بعض العدائين في توصيل رسائلهم إلا أن ذلك كان يجعلهم أكثر العناصر عرضة لخطر الموت. رابعاً: إشارات المورس (المورس الضوئية)، كانت القوات البحرية البريطانية والألمانية تستخدمها خلال الحرب العالمية الثانية عبر ومضات ضوئية من السفن للتواصل بسرية مع بعضها أو مع القواعد العسكرية الساحلية، عندما كانت الاتصالات اللاسلكية عرضة للاعتراض أو التشويش من قبل العدو حيث اعتمدت على مصابيح قابلة للتركيز وتوجيه الضوء لإرسال ومضات تحمل شيفرة مورس من خلال النقاط والخطوط الضوئية التي كانت ترمز للحروف والأرقام. خامسا: الراديو عالي التردد، حيث استخدمته الاستخبارات السوفييتية والأميركية خلال الحرب الباردة لتبادل الرسائل المشفرة، كانت بعض الرسائل ترسل عبر إشارات مشفرة قصيرة للغاية لتجنب اعتراضها، كما كانت تستخدم محطات الراديو في عمليات التجسس حيث كان العملاء يستمعون لها للحصول على تعليمات أو أوامر جديدة بجانب إرسال تقاريرهم السرية الى قياداتهم في موسكو أو واشنطن.