علاقة العبودية بالسياسة الأمريكية

في القرن التاسع عشر، انقسمت الولايات المتحدة حول قضية العبودية، اعتمد الجنوب الزراعي على العبيد كجزء لا يتجزأ من اقتصاده، في حين تبنّى الشمال الصناعي مواقف مناهضة للعبودية. فكيف أدى هذا الانقسام الى ظهور الحزبين الرئيسين في أمريكا؟

الحزب الديمقراطي: جامي العبودية في الجنوب
مثّل الحزب الديمقراطي عند تأسيسه عام 1828 مصالح الولايات الجنوبية المعتمدة على اقتصاد قائم على العبودية، إذ آمن الديمقراطيون بحق الولايات بتقرير مصيرها دون تدخل من الحكومة الفيدرالية، وخاصة فيما يتعلق بملف العبودية.

الحزب الجمهوري: لا للاستعباد
في الشمال تزايدت الدعوات المناهضة للعبودية عام 1854، إذ تأسس الحزب الجمهوري كحركة سياسية تسعى الى منع انتشار العبودية في الأقاليم الغربية الجديدة، الأمر الذي أدى الى اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية مع تسلم الجمهوري أبراهام لينكولن منصب الرئاسة.

الحرب الأهلية وانعكاساتها السياسية
مع اندلاع الحرب الأهلية في عام 1861، أصبح الحزب الجمهوري بقيادة أبراهام لينكولن الطرف المدافع عن الاتحاد معارضاً للعبودية، إذ أعلن تحرير العبيد في عام 1863، ليكون هذا الإعلان لحظة فارقة في استعار الحرب الأهلية وتشكيل الخريطة السياسية للأحزاب. انتصر الشمال على الجنوب في الحرب، وفاز الداعون لإلغاء العبودية.

القرن العشرون والانقلاب في المواقف
بعد مرور عقود على الحرب الأهلية، بدأت تتغير مواقف الحزبين بشكل جذري، ففي الستينات، قاد الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون جهود تمرير قانون الحقوق المدنية الذي يمنح السود حقوقاً مدنية أكبر، ما أدى الى تعزيز مكانة الحزب الديمقراطي كمدافع عن حقوق الأقليات، بينما جذب الحزب الجمهوري المحافظين الجنوبيين المعارضين لهذه التغييرات.

مفارقات اليوم!
اليوم، يعبر الحزب الديمقراطي عن القيم الليبرالية ويؤيد المساواة وحقوق الأقليات، وهو ما يمثل تناقضاً حاداً مع مواقفه في القرن التاسع عشر، في المقابل تحوّل الحزب الجمهوري الى رمز للمحافظة الاجتماعية والدفاع عن قيم تقليدية كانت يوماً مرتبطة بالديمقراطيين الجنوبيين.

تم النشر بتاريخ: 24 أكتوبر 2024
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp