يرقصون حتى الموت، شهور متواصلة من الاستعراضات والحركات الراقصة لدرجة أن الراقص منهم يدخل في نوبة هلوسة أو ربما إغماء وسقوط على الأرض، إنه ماراثون الرقص في أميركا، الرقص من أجل المال.
في ثلاثينيات القرن الماضي وبالتحديد خلال فترة الكساد العظيم، انتشر ما يعرف باسم ماراثون الرقص في الولايات المتحدة الأميركية لقد كان فرصة كبيرة لكسب المال، لكن المشكلة الأكبر لم تكن في الرقص بل في المدة الطويلة التي كان يجب على الراقص أن يتخطاها أيام وأسابيع وربما شهور من الرقص المتواصل من أجل جائزة مالية. الغالبية منهم كانوا يسقطون على الأرض مغشياً عليهم وأرجلهم متورمة ومنهم من فارق الحياة مع آخر رقصة.
تطور الأمر وتدخل فيه بعض رجال الأعمال وأصبحت تلك المسابقات مادة تسويقية وربحية كبيرة للجميع خاصة فترة الكساد الاقتصادي الذي جعل البعض لعمل أي شيء من أجل كسب المال، فتم وضع قوانين لمسابقات الرقص من أجل المال أبرزها وأصعبها هو الرقص حتى فقدان الوعي.
كل ذلك كان يخفي في كواليسه حالات من المعاناة، حيث تحولت مسابقات الرقص الى كابوس يطارد المشاركين، فعند إغماء أحدهم لا يتم إخراجه وإسعافه بل يتم صفعه والنفخ في بوق هوائي من أجل إيقاظه بصورة عنيفة ومن يتعب من الرقص ويفقد وعيه تماماً يُترك على الأرض ليلفظ أنفاسه الأخيرة. حتى إن هناك شاباً كان يبلغ من العمر 27 عاماً رقص حتى الموت لمدة 87 ساعة متواصلة مع فترات راحة قصيرة جداً حتى أصيب بقصور في القلب ومات على الفور. ومن حالفه الحظ من المتسابقين وأكمل رقصه كان يصاب بانهيار عصبي ويدخل في نوبة شديدة من الهلوسة، ومثل تلك الحركات تكررت كثيراً حتى جاءت الحرب العالمية الثانية وأوقفت تلك المسابقات الى الأبد.