ما هي حالة “جنون صانع القبعات”؟

من منا لم يفتتن بصيحات الموضة التي غزت أوروبا خلال القرن الـ 19؟. من الرأس حتى أخمص القدمين كانت التنانير الواسعة والقبعات الأنيقة تزين رؤوس الرجال والنساء، التي أصبحت عنواناً للطبقة المخملية آنذاك. لكن لهذه الأناقة وجهاً آخر مميتاً، إذ استخدمت في صناعتها مواد كيميائية سامة، وكان صانعو الملابس أول الضحايا، لذا ظهر مصطلح "جنون صانع القبعات" ليشير الى الآثار النفسية والجسدية التي عانى منها هؤلاء، جراء استخدام الزئبق في حرفتهم عند تصنيع القبعات. أصيب العديد من المصنعين بأمراض عضال منها أمراض القلب والجهاز التنفسي بسبب استنشاق الزئبق الذي كان سرعان ما يتسلل الى الدماغ، كما عانى صانعو القبعات من مشكلات نفسية حادة، وعند زيارة الأطباء لهم لتوثيق الأعراض التي يعانون منها جراء استخدام الزئبق، كانوا يشعرون بأنهم مراقبون ما أصابهم بنوبات من الغضب المحموم. لكن صيحات التحذير والتوعية التي أطلقها الأطباء في ذلك الوقت بدأت تنبه الرأي العام الى مخاطر الموضة على حياة البشر، وأسهمت في الحفاظ على أرواح أهل الصنعة.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة