التونة في خطر

معلبة في المياه أم معلبة بالزيت، هذا هو أقصى اهتمام أغلب الناس فيما يتعلق بالتونة، لكن المسألة أكبر من ذلك بكثير. في عام 2016 اتخذت الأمم المتحدة من يوم 2 مايو يوماً عالمياً للتونة، اعترافاً بأهميتها للاقتصاد العالمي وكونها مورداً غذائياً رئيساً للعديد من الدول. تكمن المشكلة في الأساليب المستخدمة لإيصال هذه السمكة الى مائدة طعامك أو ضمن أكوام المعلبات على الأرفف. هناك 15 نوعاً من الأسماك ضمن عائلة التونة الكبيرة تتمتع جميعها بالقوة والسرعة وتعد من ذوات الدم الدافئ. أكثر أنواع التونة استهلاكاً من قبل البشر هي: الوثابة، ذات الزعنفة الصفراء، كبيرة العين، بلوفين. تتراوح أحجامها من التونة الوثابة التي لا يزيد طولها على 1 متر الى تونة بلوفين الشمالية التي قد يصل وزنها الى 450 كيلوغراماً. للتونة أهمية عظيمة في الحفاظ على البيئة الحيوية للمحيطات كونها من أكبر المفترسات، إذ تتغذى على فصائل الأسماك الأخرى والحبار ما يحفظ التوازن البيئي في البحار، كما تعد التونة دعيمة رئيسة للاقتصاد العالمي إذ تسهم فيه بقيمة 40 مليار دولار، وتوفر البروتين والأوميغا-3 لملايين الأشخاص حول العالم. أدى الطلب المتزايد على سمك التونة الى استخدام أساليب جائرة في حق الحياة البحرية ومنها أسلوب شباك التحويط "البرسينية" والخيوط الطويلة وغيرها، تعتمد الأولى على استخدام أداة تجتذب الأسماك الى موقع معين قبل أن تُطرح الشباك حولها كالستار لتُسحب خارج المياه كما الحقيبة محملة بمختلف الكائنات التي لا تهم الصيادين من سلاحف وقروش ولخمات ودلافين، تموت لا طائل. استخدام هذه الأساليب المجحفة بحق الحياة البحرية يعد أحد أسباب الانخفاض الحاد في أعداد التونة، منها تونة بلوفين التي انخفض تعدادها الى 13% مما كانت عليه قبل 70 عاماً. كي لا تختفي التونة من بحارنا وأطباقنا، لا بد أن نساهم في صنع تغيير يضمن استمرارية هذه الأنواع وحمايتها من الفناء على يد الطامعين، وذلك بالبحث عن مصادر تضمن استخدام أساليب صيد مستدامة، وشراء الأسماك من الصياد المحلي ذي الأساليب التقليدية، وتوعية الآخرين بالمخاطر البيئية للصيد الجائر في البحار.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة