يعتقد علماء الفلك بأن انفجاراً جباراً حدث منذ نحو 14 مليار سنة، أطلق عليه "الانفجار العظيم" ونتج عنه كرة عملاقة من النار أطلقت الإشعاعات والمادة في جميع الاتجاهات بسرعات كبيرة. انخفضت حرارة هذه الكرة مع مرور الوقت وتكونت نوى لمواد خفيفة كالهيدروجين، وأدت قوى الجاذبية الى اندماج هذه المواد، ثم ظهرت سحب هائلة من الغازات، وسرعان ما انكمشت بتأثير جاذبيتها الخاصة. تولد النجوم في هذه السحب الكونية الأولى، في جيوب ذات كثافة عالية، ومن هذه النجوم تتكون وحدات جبارة يطلق عليها "المجرات". وتتكون المجرة من آلاف الملايين من الأجسام الفضائية خاصة النجوم والكواكب والمذنبات والنيازك والشهب والغبار الكوني وذلك مجالات كهربائية ومغنطيسية هائلة. تدور كل مجرة حول محور خاص بها، كما تدور بعضها حول بعض، وتربطها الجاذبية فتجعلها وحدة عظيمة متماسكة، والمجرات هي مكان مولد النجوم ومقابرها. ولا تتوزع المجرات في الفضاء بانتظام، وإنما توجد في حشود يطلق عليها "عناقيد المجرات". وهناك نظرية تقول بأن المجرات تتباعد عن بعضها بعضاً بسرعات كبيرة جداً، فيزداد بذلك حجم الكون، ويطلق على هذه النظرية "تمدد الكون". نظراً للمسافات الهائلة في الكون، فإنها تقاس بوحدة "السنة الضوئية"، وهي عبارة عن المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة، مع العلم بأن سرعته في الثانية الواحدة 300 كيلومتر.وتقدر السنة الضوئية بنحو 9.5 مليون مليون كيلومتر.