عنترة بن شداد هو عنترة بن شداد المخزومي العبسي، ولد لأبيه من أم حبشية، فأتى أسود اللون مشقوق الشفة السفلى فقيل له "عنترة الفلحاء أبا المغلس" أي السائر في الظلام. وكان العرب لا يعترفون بأبنائهم من الإماء إلا إذا اظهروا الذكاء أو قاموا بأمر عظيم، وهذا ما كان من شأن عنترة، واعترفوا به بعد أن أبلى بلاء حسناً في إحدى المعارك وتوسم بالشجاعة والإقدام، وفضلاً عن شجاعته عُرف عنترة بكرم الأخلاق وعفة النفس والترفع عن الغنائم. وقد بالغ الرواة في وصف الحوادث التي قام بها والأعمال التي حققها عنترة إكراماً لإبنة عمه عبلة وحبه لها، فولدوا من ذلك أساطير تجمعت في أواخر القرن العاشر الميلادي فكونت "سيرة عنترة" وهي من أشهر القصص العربية، وقد عمّر عنترة حتى ناهز التسعين.