ما حكاية أنفاق البراق؟

أنفاق تحت الأرض حفرتها أيدي الاحتلال تهدد سلامة المدينة المقدسة والمسجد الأقصى .. ما حكاية أنفاق البراق؟ أعمال حفر الأنفاق في القدس بدأت منتصف القرن التاسع عشر، حين أُرسل عالم الآثار البريطاني "تشارلز وارين" في بعثة ملكية لاستكشاف ما يزعم أنها مواقع توراتية في المدينة العتيقة، وحفر حينها أنفاقاً أفقية سرية تصل الى 600 قدم باتجاه الحرم القدسي. عاد الحفر بعيد نكسة 67 عن طريق الحاخام "يهودا مئير جيتس" فقاد أعمال التنقيب أسفل حائط البراق واخترق باتجاه المسجد، ووجد عماله نفقاً كان قد حفره البريطاني وارين، وبلغ الأمر أوجه حين استفاق المقدسيون على نفق أسفل المسجد الأقصى ما أدى الى اندلاع هبّة النفق عام 1996 التي راح ضحيتها 63 شهيداً. تلقف المتطرفون فكرة حفرة الأنفاق ووضعوا جهدهم فيها على مدار السنين مستغلين الغطاء القانوني الذي وفرته محكمة العدل العليا. عالم الآثار الإسرائيلي "روني رايخ" يُطلق عليه "أبو الأنفاق" لإدارته معظم الحفريات بالتعاون مع المؤسسات اليمينية المختلفة على غرار مؤسسة تراث الحائط التابعة لرئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" وهيئة الآثار والشركة الحكومية لتطوير القدس الشرقية وجهات اخرى مثل جمعية "إلعاد" الاستيطانية و"عطيرت كوهانيم". كُشف النقاب عن بعض الأنفاق وافتتح بعضها لجولات السياح، في حين ما يزال العمل في بعضها الآخر سراً. أبرز الأنفاق المعروفة "أنفاق الحائط" التي تمتد من ساحة حائط البراق الى أن تتجاوز منازل الحي الإسلامي، وآخر يربط ما يسميه الإسرائيليون "مدينة داود" بالبلدة القديمة، ونفق يمتد من منطقة سلوان باتجاه القدس وغيرها. الشيخ رائد صلاح كان أول من كشف مخطط الأنفاق الإسرائيلية، وأطلق نداء الى العالم الإسلامي عام 1996 للوقوف ضد ما يحدث أسفل الأقصى، ونظم الكثير من الندوات والحملات لتسليط الضوء على القضية، واستمر في نشاطه رغم اعتقاله مدة سنتين عام 2003. خبراء فلسطينيون حذروا من تداعيات الحفر الإسرائيلي المستمر، وقالوا إنها أحدثت تصدعات في مصلى النساء ودائرة الأوقاف وجدران المسجد. منظمة اليونيسكو نددت عام 2017 باستمرار أعمال حفر الأنفاق في ظل منع حكومة الاحتلال دخول فرقها لفحص الأماكن المقدسة.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة