سلاح معلوماتي بسيط لمواجهة تهديدات القرن الحالي يعتمد عليه رؤساء الولايات المتحدة بنسبة 80%، أدواته أنشطتنا اليومية في الإنترنت والاتصالا المعتادة، وقوّته تتفوق على أساليب التجسس التقليدية والحديثة. استخبارات المصادر المفتوحة؛ معلومات وتفاصيل عشوائية تُجمع بوسائل بدائية من مقاطع تيك توك أو صور انستغرام وتغريدات تويتر أو حتى مجموعات الدردشة في واتساب وتلجرام أو تغييرات مريبة تظهر في صور الأقمار الصناعية، تخضع التحليلات وربط معلوماتي وزماني، وينتج عنها استنتاجات تكون دقيقة بنسب عالية جداً تتحرك استناداً إليها المؤسسات العسكرية والاستخباراتية وصناع القرار وتتصف بمزايا تجعلها مرغوبة بقوة، فهي لا تحتاج الى تكاليف باهظة مثل أساليب التجسس التقليدية ولا تنطوي على أي مجازفات خطيرة على المصادر البشرية. في العقد الأخير زاد اهتمام الاستخبارات العالمية بالمصادر المفتوحة، ويقدر باحثون أن لدى الصين 100 ألف محلل يتابعون التطورات العلمية والفنية من المصادر المفتوحة. وفي حرب روسيا على أوكرانيا برز نجاح هذا النوع من الاستخبارات، إذ توقعت شركة تحليلات خاصة موعد الحرب بدقة كبيرة بناء على تحليل معلومات متداولة وغير سرية، في حين أخفقت أجهزة استخبارات تعمل منذ عقود في ذلك، وفي حالة أخرى عثر شاب عشريني على بصمات مئات الجنود الأمريكيين ما أتاح له تحديد مواقعهم في قاعدة عسكرية شمال شرق سوريا. في المقابل تتسم المصادر المفتوحة ببعض نقاط الضعف منها الفائض الكبير من المعلومات المهمة وغير المهمة في مواقع التواصل وضخ أجهزة الاستخبارات معلومات مضللة.