هل يمكن لمرض مثل البلهارسيا أن يؤثر في الأحداث السياسية ويوجهها؟ .. إن هذا ما حدث بالفعل في الشرق الأقصى، ففي عام 1950 استعدّت الصين لغزو جزيرة فرموزا، وقامت القوات الصينية بالتدريب على عمليات العبور في أنهار الصين التي كانت ملوثة في ذلك الوقت بالأطوار المعدية من طفيل البلهارسيا، فأصيب معظم الجنود بالمرض، فاضطرت السلطات الصينية الى إلغاء عملية الغزو نهائيا. كذلك نجد أن البلهارسيا كان لها تأثير في قرار الحكومة الأمريكية بالانسحاب من فيتنام، حيث كان الجنود الأمريكيون مضطرين لخوض المعارك في مستنقعات فيتنام الملوثة، مما أدى الى تعرض نسبة كبيرة منهم للإصابة بمرض البلهارسيا الفتاك، فكان قرار الانسحاب من فيتنام ضرورياً.