يبدو أن فجر التعدين الصناعي في أعماق البحار بات يلوح في الأفق، بعد أن أصبحت استعادة ما فقدته الأرض من المعادن بعيدة المنال. في قيعان المحيطات المظلمة كنوز دفينة من المعادن مثل المنجنيز والحديد والنحاس والنيكل والكوبالت وغيرها، تتركز هذه الكنوز في مليارات الكتل التي تسمى العقيدات المتعددة للمعادن في قاع المحيط السحيق. وفي الوقت الذي تئن فيه الأرض تحت وطأة الاحترار المناخي واستنزاف الموارد، تتجه أنظار البشر نحو الطاقة الخضراء وما يصاحبها من ألواح شمسية وبطاريات كهربائية، لذا انصب الاهتمام على المعادن القابعة في قيعان المحيطات، لكن تنظيم عمليات التعدين وطريقة عملها يثير القلق حول تعرض النظم الإيكولوجية الهشة للخطر بسبب التلوث والضوضاء اللذين يصاحبان عمليات التعدين، كما أن محيطات الكوكب إرث بشري مشترك يتوجب علينا حمايته وعدم الإخلال به.