قدم الشاب السوري سليمان الحلبي من حلب الى القاهرة في رحلتين، إحداهما للعمل والأخرى لقتل قائد الحملة الفرنسية على مصر الجنرال “كليبر”، حيث تنكر على هيئة شحاذ ودخل عليه في حديقة قصره وطعنه أربع طعنات أردته قتيلاً، الى أن أمسك الجنود الفرنسيون بسليمان ونفذوا به حكم الإعدام، وتركوا جثته أياماً تنهشها الطيور، ثم عادوا وأخذوا رأسه وأرسلوه الى متحف كلية الطب بالعاصمة الفرنسية باريس.
سليمان بن محمد أمين الحلبي قاتل الجنرال كليبر بمصر، وهو سوري الأصل، وُلد ونشأ في حلب عام 1777، وأقام ثلاث سنوات بالقاهرة يتعلم بالأزهر، وعاد إلى حلب.
يحكي المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي في تأريخه للحملة الفرنسية على مصر أن السبب الذي دفع الحلبي إلى قتل “كليبر” هو أن آغاوات الينكجرية (الإنكشارية) أذاعوا بين الناس أن من يقتل ساري عسكر العام الفرنساوي (قائد الحملة الفرنسية) سيكون مقدَّما في الوجاقات، أي سيصبح مُقدَّما في الجيش العثماني، فتطوع الحلبي لها كي ينال درجة أرفع ومرتبة أسمى، ويحظى ببعض الامتيازات التي يحظى بها ضباط الجيش العثماني.
لكن هناك روايات أخرى ودوافع تحكي أن السبب الأساسي لرحيل الحلبي إلى القاهرة وقتل “كليبر” هو الجهاد، لأنه كغيره أراد الدفاع عن البلاد العربية ضد الحملة الفرنسية التي ارتكبت جرائم ومجازر في مصر وحيفا ويافا، وذلك عند سير الحملة نحو سوريا لاحتلالها وإخفاقها في هذا المسعى، ولا سيما عندما أمّن نابليون أهل عكّا على أرواحهم، لكنه فتك بهم بعد استسلامهم.