خرافات عن الصحة العقلية

تطلق "الصحة العقلية" على حالة الإنسان عاطفياً ونفسياً واجتماعياً، وعندما يصيبها اضطراب، فإن ذلك يؤثر على شعور الإنسان وتفاعله وتأقلمه مع الحياة وأحداثها، كما أنها تحدد كيفية تعامله مع الضغوطات واتخاذه للقرارات. لكن هناك خرافات متعددة ومنتشرة على نطاق واسع عن الصحة العقلية، وتسمى كذلك بالصحة النفسية. تعرف على أبرز هذه الخرافات كما حددتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف".

توجد علاقة بين الذكاء والصحة النفسية
تنتشر أفكار زائفة لدى عامة الناس، تزعم أن المصابين باعتلال في الصحة العقلية، يعانون كذلك من انخفاض في الذكاء. وهذا غير صحيح، فالأزمات النفسية والعقلية قد تمسّ أي إنسان، مهما كان مستوى ذكائه.

لا تهتم بصحتك العقلية إلا عندما تبدأ المعاناة
الحقيقة أن الصحة العقلية ينبغي الاهتمام بها دائماً، وإذا رعيتها في أوقات الرخاء، فسيسهل عليك تجاوز أوقات الشدة، والعكس صحيح. وهنا يظهر دور العادات اليومية، فبعضنا ينتهج سلوكاً من شأنه تقليل التوتر والإجهاد النفسي، وآخرون يتبعون عادات ضارة، مثل التوتر المجاني والغضب لأتفه الأسباب، وعدم أخذ أوقات راحة واسترخاء.

المراهقون يبالغون في الحديث عن صحتهم العقلية
يظن بعض الناس أن التغيرات النفسية لدى المراهقين، ليست إلا تقلبات في المزاج، أو محاولة للفت الانتباه، وأنهم غالباً لم يصلوا مرحلة الضغوط النفسية التي يعاني منها الكبار. والحقيقة أن 14% من المراهقين في العالم يعانون من اعتلالات في الصحة العقلية، بل إن الانتحار يشكل خامس أكبر سبب عالمي للوفاة في صفوف اليافعين بين 10 الى 15 سنة، ورابع أكبر سبب للوفاة بين الشباب بين 15 الى 19 سنة. ويوصي الباحثون بالحديث المتواصل مع المراهقين، إذا أبدوا بعض أعراض القلق والاكتئاب والحزن المستمر، فقد أظهر عدد من الدراسات أن نصف اعتلالات الصحة العقلية بين الناس، تبدأ عن بلوغ 14 سنة.

ما كنت لتصاب بهذه الأزمة لو كنت قوي الشخصية!
يظن بعض الناس أن قوة الشخصية حصن من الاضطرابات النفسية والعقلية، والحقيقة غير ذلك، بل إن طلب العون عند الأزمات دليل على الشجاعة وقوة الإرادة. وحسب بعض المصادر، فإن هذه التصورات إنما تحدث في المجتمعات التي لم تتعود على أن يكون الطب النفسي جزءاً عادياً من الحياة، شأنه شأن طب الأمراض العضوية. بل في مجتمعات متقدمةن تعد زيارة الطبيب والمختص النفسي سلوكاً معتاداً، وهناك قادة في العالم يتابعون باستمرار جلسات دعم عند مختصين.

التفوق الدراسي دليل على السلامة العقلية
يرى بعض الأمهات والآباء أن نجاح أبنائهم الدراسي دليل على أنهم لا يحتاجون لمراقبة صحتهم النفسية، وهذا ليس صحيحاً، بل إن الضغوط المدرسية، والرغبة في تحقيق النجاح، والتنافس مع زملاء الدراسة، عوامل قد تسبب القلق للأطفال والمراهقين. بل يمكن أن يحدث ذلك لطلاب الجامعات، فهناك دراسات تتحدث عن وجود معدلات مرتفعة للقلق والتوتر لدى طلاب بعض التخصصات كالطب، وغيره من التخصصات التي تتطلب جهداً كبيراً وسنوات كثيرة من التحصيل العلمي.

تقديم الحنان للأطفال يقيهم من الاضطرابات مستقبلاً
يعد الاهتمام بالأطفال ومدهم بالحنان الضروري منذ الصغر عاملاً مهماً جداً في الصحة النفسية، لكنه لا يشكل وحده حصناً منيعاً من اضطرابات الصحة العقلية. كما أن الأطفال الذين عاشوا ظروفاً صعبة في طفولتهم، كاليتم والعنف والفقر الشديد، قد يعانون بالضرورة مستقبلاً من اضطرابات، فهناك أسباب أخرى تتحكم في الاستقرار العقلي والنفسي، ولا وجود لحماية مطلقة منذ الصغر.

تم النشر بتاريخ: 19 نوفمبر 2024
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp