هل الثورة العربية بداية تحرر أم بداية مأساة؟

كانت معركة ميسلون فاصلاً بين عصرين في تاريخ سوريا، عصر الاستقلال تحت الملكية الهاشمية وعصر التبعية لفرنسا، حيث بدأ كل شيء بالانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني في 1909، مما أدى لسلسلة من الإخفاقات العسكرية العثمانية، ممهدة الطريق للاحتلال الفرنسي الطويل .. فكيف رسمت هذه المعركة مآسي سوريا الحديثة؟

ثورة أم تفكك؟
تحالف الضباط الاتحاديون العثمانيون مع ألمانيا، وذلك في الحرب العالمية الأولى، مما جعل الحرب تمتد الى الشرق الأوسط، وقمع جمال باشا (حاكم سوريا) بعنف الحركة القومية العربية، مما أدى الى إعدامات واسعة، هذه الأحداث دفعت الشريف الحسين لإعلان الثورة العربية الكبرى.

سقوط القدس
بفعل تحالف العرب والبريطانيين بقيادة لورانس العرب والأمير فيصل، هُزم العثمانيون في الجزيرة العربية والشام، مما أدى لسقوط القدس وفتح الطريق لدمشق.

اتفاق التقسيم المشؤوم
نص اتفاق سايكس بيكو على تقسيم تركة الإمبراطورية العثمانية بين الإنجليز والفرنسيين، ورغم أن البريطانيين حاولوا جعل سوريا مملكة عربية تحت قيادة الشريف الحسين، إلا أن الضغط العسكري دفع نحو إعطاء سوريا لفرنسا ليجبر الأمير فيصل على قبول الحماية الفرنسية.

بداية النهاية
بعد مؤتمر سان ريمو، أُسند لفرنسا انتداب سوريا ولبنان، كما طالب الجنرال غورو في 1920 حكومة فيصل بقبول الانتداب وشروط استسلامية مثل تسريح الجيش، فأثار قبول الأمير فيصل للشروط غضب الجماهير التي اعتبرته خائناً.

ملحمة القائد العظمة
أعلن فيصل تراجعه عن الانسحاب وأسند دفاع سوريا للعقيد يوسف العظمة، المعروف بثقافته وشجاعته، وعليه عمل العظمة على تجميع القوات المسلحة وقيادة المتطوعين، مستلهما العقيدة العسكرية الألمانية ومبادئ المقاومة البطولية.

سلاح الطائفية الخبيث
أمر الجنرال غورو الملك فيصل بمغادرة سوريا، وعليه أسس حكومة موالية لفرنسا، لتعلن بعدها عن "لبنان الكبير" وقسمت سوريا طائفياً الى 4 دويلات، لضمان هيمنتها وشرذمة سوريا، لتثور ثائرة السنة والدروز.

ترسيخ المأساة السورية
خلال 26 عاماً من الانتداب الفرنسي، استغلت فرنسا الطائفية والجهوية مما أدى الى عدم التوافق بين المدنيين والعسكريين، ليحدث أول انقلاب عسكري في سوريا عام 1949، تبعته انقلابات حتى سيطرة حافظ الأسد عام 1970، الأمر الذي رسخ المأساة السورية المعاصرة.

تم النشر بتاريخ: 7 ديسمبر 2024
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp