فطر يستهدف الحشرات على وجه الخصوص، يلتهم ضحيته من الداخل ويتغلغل فيها بطريقة مرعبة، فطر "كوردي سبيس" أو فطر الزومبي يستولى على مخ ضحيته بطريقة تجعلها ميتة وحية في آن معاً، تماماً مثل الزومبي يدفعها للتحرك نحو بيئة رطبة وقريبة للشمس ما يسهل نمو الفطر والتغذي على جسم الحشرة الى أن تموت فينفجر الفطر وتنتشر أبواغه باحثة عن ضحايا جدد. لكن ماذا عن البشر؟ هل يستطيع هذا الفطر تحويلهم الى زومبي لتتحقق بذلك نبوءة مئات الأفلام والمسلسلات؟
لحسن الحظ فإن فطر الزومبي لا يشكل تهديداً على البشر، فدرجة حرارة أجسامنا مرتفعة للغاية بالنسبة له، لكي يستطيع أن يستقر وينمو بشكل جيد، كما أن النظام العصبي للحشرات أبسط من نظامنا وأجهزتها المناعية مختلفة تماماً. لكن هذا لا يعني أن البشر في مأمن من تهديد أنواع أخرى من الفطريات ليست أقل فتكاً. بعض الفطريات من بين ملايين الأنواع تقتل نحو 1.7 مليون شخص سنوياً أي حوالي ثلاثة أضعاف عدد ضحايا الملاريا، منها فطر "كانديدا أوريس" ويسمى الفطر القاتل والفطر الأسود وهو أخطر الفطريات ويلقب بـ"آكل لحوم البشر" ويهاجم عادة الوجه والعينين والدماغ ويمكن أن يكون قاتلاً أو يترك الناس مشوهين الى الأبد.
الخبراء لا يستبعدون جائحة فطرية قد تتخذ على الأرجح شكلاً مختلفاً عن جائحة كوفيد، من حيث كيفية انتشارها ونوع الأشخاص الذين تصيبهم. وجيوش الزومبي البشرية التي يتخيلها البعض ربما ليست سيناريو واقعياً، لكن الواقعي أن خطر الفطريات على البشرية قد يكون أكبر بكثير مما نعتقد.