يعد كعك العيد من أبرز وأهم مظاهر الاحتفال بالأعياد، وعيد الفطر بوجه خاص حيث تهتم الأسر العربية على اختلاف مستوياتها الاجتماعية في جميع الدول العربية بإعداده والتفنن في طريقة تقديمه تبعاً لثقافة وعادات كل دولة. تؤكد المصادر التاريخية أن الفراعنة المصريين هم من أوائل الشعوب التي عرفته حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يصنعونه بأشكال متعددة، منها اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، وكانوا يستخدمون العسل لتحليته بدلاً عن السكر المطحون الذي نستخدمه اليوم. أما البداية الحقيقية لتعريف العالم العربي بكعك العيد فقد ظهرت في عصر الدولة الإسلامية في مصر وبالتحديد في عهد الدولة الطولونية حيث كان الطهاة يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها عبارات مثل (كل واشكر) أو (كل واشكر مولاك) وما تزال تلك القوالب موجودة في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة. ثم ازداد الاهتمام به في عهد الدولة الإخشيدية وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر وكان يتم حشوه بالدنانير الذهبية، إلا أنهم كانوا يطلقون عليه (افطن له) ثم تم تحريف الإسم بعد ذلك إلى (كعك انطونلة) حيث كان يقدم للفقراء في الأعياد على مائدة طولها 200 متر وعرضها 7 أمتار، وفي عام 1124 أثناء عصر الخلافة الفاطمية بلغ الاهتمام بإعداد كعك العيد ذروته حيث كان الخليفة يخصص ما يقرب من 20 ألف دينار من خزينة الدولة.