الذرة نبات حولي ينتمي للفصيلة النجيلية، جذوره ليفية وساقه سميكة يتراوح طولها مابين متر وأربعة أمتار، وهو يعد ثالث أهم المحاصيل في العالم بعد القمح والأرز. استخدمه الهنود الحمر منذ قديم الزمان كدقيق ولم يُعرف له استخدام آخر في ذلك الوقت، كما أنه لم يتم اكتشافه إلا في القرن السادس عشر. عندما غزا الأسبان بلاد الأزتك والأنكا (شعوب قديمة كانت تستوطن المكسيك)، وجدوا أن الزراعة عند الشعبين تعتمد على محصولي الذرة والبطاطس فقط، وكانا في ذلك الوقت محصولين مجهولين تماماً لبقية الشعوب الأوروبية، وكان يُطلق على الذرة إسم “الذرة الهندية” نسبة إلى أراضي الإنديز التي كانت توجد في أمريكا الوسطى والجنوبية وما زال يُعرف حتى اليوم في أمريكا بإسم “كورن”. كما اشتهر شعب الأزتك بزراعة الذرة، كان لهم الفضل لتعريف العالم بطريقة مبتكرة لإعداد حباته بتسخينها على النار أو تعريضها لمصدر حرارة قوي مما يجعل تلك الحبات تتراقص وتنفجر لتخرج منها كتلة نشوية بيضاء. وكان أول من اكتشف وجود البوب كورن أو الفشار لدى شعب الأزتك المؤرخ والمكتشف الأسباني “كورتس” عام 1619 الذي وصف تراقص حبات الذرة عندهم حتى تتحول إلى فشار بطريقة رقص فتيانهم الصغار في الاحتفالات والأعياد، ولم يكن البوب كورن مجرد غذاء يتناولونه في الاحتفالات أو للتسلية كما هو اليوم وإنما كان طعاماً رئيسياً عندهم يتناولونه في كل الأوقات، كما كانوا يستخدمونه في تزبين بيوتهم، ويصنعون منه قلادات وأساور يتزين بها الرجال والنساء في الأعياد، حتى تماثيل آلهتهم كانوا يحيطونها بحبات الفشار تمجيداً وتعظيماً لها، كانوا يطلقون عليه”ييسانسيلا”، ولم يعرف العالم طريقة الأزتك في إعداد حبات الفشار إلا مع بداية عام 1800 حيث انتشر في الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقوا عليه الإسم الذي نعرفه عنه اليوم “البوب كورن”. ومن أمريكا انتشرت الطريقة والإسم فيما بعد إلى مختلف دول العالم.