"احترس، التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة" .. عبارة نراها على علب السجائر مصحوبة بصور لرئة دمّرها التدخين أو أسنان مسودّة، لكن غالباً لا يلقي أحد بالاً لتأثير التدخين في الدماغ. يحاكي النيكوتين في عمله العديد من الناقلات العصبية التي ترسل الإشارات الى الدماغ، وهو بحسب مديرة مركز أبحاث الدماغ في جامعة برادلي "لوري تشابين" يشبه في شكله الناقل العصبي أسيتيل كولين، وذلك يؤدي الى زيادة الإشارات التي تصل الى الدماغ، كما ينشط النيكوتين إشارات الدوبامين؛ ما يفسر حالة المتعة التي يصل إليها المدخن، وبمرور الوقت يبدأ الدماغ في تعويض نشاط الإشارات المتزايد عبر تقليل الأسيتيل كولين، ما يؤدي الى انخفاض حساسية الدماغ للنيكوتين، وهنا يصبح المدخن في حاجة الى تدخين عدد سجائر أكبر، خصوصاً بالتوازي مع ربط العقل بين الحصول على النيكوتين والشعور بالرضا وإحساسه بالمكافأة. وبحسب المعهد الوطني الأميركي للصحة، فالنيكوتين يغير دماغك وهذا يجعل الإقلاع عن التدخين مرتبطاً بأعراض انسحاب عديدة أهمها القلق والتهيج والرغبة الشديدة في التدخين، وهي أعراض انسحاب المخدرات ذاتها.