تمثل ذكرياتنا بالنسبة إلينا الكثير فهي تؤثر في تشكيل شخصياتنا وتسهم في تحديد ردود أفعالنا. أجرت مجموعة من الباحثين في معهد كوينزلاند للدماغ في أستراليا تجربة لمعرفة كيفية تخزين الذكريات في أدمغة الفئران، والطريقة التي يتم من خلالها التفاعل بين المناطق الثلاث المسؤولة عن تخزين الذكريات وهي اللوزة الدماغية والقشرة الدماغية الحديثة والحصين وجميعها مناطق تعمل بطريقة شبه مماثلة لما يحدث في أدمغتنا، واكتشفوا أنه عند تشكيل ذكريات جديدة يحدث تفاعل بين المناطق السابق ذكرها، فيأخذ الحصين المعلومات منها لتشفيرها في روابط بين الخلايا العصبية ولاحقاً تُنقل هذه البيانات الى القشرة الدماغية الحديثة ونعني بها النسيج الرقيق الذي يشكل الطبقة الخارجية للدماغ تمهيداً لتخزينها على المدى الطويل وهنا يأتي دور اللوزة الدماغية التي تحقن ذكرياتنا بالمشاعر المتنوعة مثل الخوف أو الفرح أو الغضب ما يعني أن الذكريات تُخزّن مغلفة بالمشاعر لذلك عندما نستعيدها نجد أنفسنا نعيش نفس المشاعر مرة أخرى.