مساحات كبيرة من الأرض تغطيها الرمال، في الصحاري وعلى الشاطئ، كل حبة رمل كانت يوماً ما جزءاً من صخرة أو كتلة صخرية كبيرة. ولكن من أين جاءت حبة الرمال؟ وكيف وصلت الى مكانها؟. العوامل الطبيعية المختلفة كانت نشطة منذ ملايين السنين وما تزال. وقد عملت تدريجياً على إحداث شقوق في الصخور ثم تفتيتها رويداً رويداً، حتى تحولت في النهاية الى مجرد حبيبات من الرمل. في الأنهار تحتك المياه المندفعة في مجراها بالقاع أو الجوانب الصخرية وتحمل معها الفتات الصخري والحصى عبر مصباتها الى البحر. في البحار والمحيطات تتكسر الأمواج القوية باستمرار عند الشواطئ الصخرية، فعمل على حفره ونحتها ببطء وتنحسر وهي محملة بالرمال. وتعمل الرياح والمطر والجليد على نحت المرتفعات الصخرية وتفتيتها مع مرور الزمن. الرمال التي تحملها التيارات البحرية والأمواج وتلقيها مجدداً عند السواحل فتتكون الشواطئ الرملية. ولكن قوة الأمواج والعوامل الجوية تستطيع أيضاً حمل الرمال من مكان الى آخر، ويصل الأمر أحياناً الى تغيير معالم المنظر مع الوقت. يبقى أن حبات الرمل تكون في معظمها عبارة عن بلورات متفتتة، وقد تكون أيضاً فتات صخور مختلفة، وكذلك أصدافاً وقواقع بحرية تكسرت مع الزمن حتى تحولت الى رمال دقيقة.
