أتت على الأخضر واليابس، أزهقت أرواح عشرات الضحايا وشردت آلاف السكان. حرائق الغابات لعام 2023 قد تكون الأعنف بحوض المتوسط، صحيح هي ظاهرة طبيعية تحدث سنوياً مثلها مثل العواصف والفيضانات، لكن استمرار ارتفاع درجات الحرارة القياسي قد ينبئ بموسم حرائق طويل هذا العام. ولنفهم ذلك، دعونا نعرف أولاً كيف تشتعل النيران في الغابات؟
حرائق الغابات قد تحدث بشكل طبيعي أو عمداً، البشر بإهمالهم قد يتسببون فيها برميهم أعقاب السجائر المشتعلة أو بإشعالهم للنيران عن قصد، وهذا ما تحقق فيه السلطات الجزائرية حيث اعتقلت 4 أشخاص للاشتباه في تسببهم بـ"حرائق الغابات" الأخيرة والتي راح ضحيتها 34 قتيلاً.
لكن حرائق الغابات قد تشتعل أيضاً طبيعياً، إذا ما توفرت 3 عناصر تسمى "مثلث النار" وهي: الحرارة والوقود والأكسجين. معظم الحرائق الطبيعية تقع في فصل الصيف فدرجات الحرارة المرتفعة تشجع على انتشار الحرائق، أما الأعشاب اليابسة والأوراق الجافة فتعتبر وقوداً سريع الاشتعال، وأخيراً الرياح التي تؤمن الأكسجين اللازم لإضرام النار. فظاهرة التغير المناخي تزيد من تطرف الطقس بدرجات الحرارة القياسية ما يؤدي بشكل حتمي الى زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، لكن الأخطر هنا هو أن العالم سيشهد سنوات مقبلة أشد حرارة من عام 2023.