الأسماك ذات الرئة

هناك قلة من أسماك الماء العذب التي تعيش في الأنهار والمستنقعات بأفريقيا وأمريكا الجنوبية، تكونت لها. بالإضافة إلى الخياشيم، رئات بسيطة التركيب تستطيع بواسطتها أن تتنفس الهواء الجوي، كما تفعل الحيوانات الأرضية. فإذا جفت مياه الأنهار والمستنقعات التي تعيش فيها هذه الأسماك، أو أصبحت غير صالحة لتنفس الأوكسجين المذاب فيها، استخدمت رئاتها البسيطة في استنشاق الهواء الجوي. وتستمر هذه الأسماك في القيام بهذه العملية، إلى أن ينتهي موسم الجفاف وتمتلىء الأنهار بالمياه مرة أخرى، حيث تعود إلى حياتها الطبيعية مستخدمة خياشيمها في استنشاق الأوكسجين الذائب في الماء، ولولا ذلك لهلكت جميع هذه الأسماك التي يُطلق عليها "الأسماك ذات الرئة" عند جفاف الأنهار التي تعيش فيها. تنام الأسماك ذات الرئة في الأنهار والبرك الجافة في أثناء موسم الصيف بطريقة غريبة إذ أن السمكة تدفن نفسها في الطين المتماسك بقاع النهر أو البركة، حتى عودة موسم الأمطار. ويسمى هذا النوع من النوم الطويل «البيات الصيفي» حيث تتنفس السمكة ذات الرئة قليلاً وتبطيء كل عملياتها الحيوية بجسمها، وتعيش على الدهون المختزنة تحت قشورها وجلدها. وللأسماك ذات الرئة حاسة لمس قوية جداً، وتتفاعل أطراف الأعصاب في كل أنحاء الجلد، مع أدنى ضغط وتغير في درجة الحرارة. ويعمل نظام "الاستكشاف" لدى السمكة على الإحساس بأي حركة في المياه، ويتكون هذا النظام أساساً من سلسلة من القنوات الدقيقة تحت الجلد، وتمتد قناة رئيسية بطول جسم السمكة على كلا الجانبين، ويتفرع من هاتين القناتين أفرع كثيرة فوق الرأس.

انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة