سمندل الماء .. والمغناطيسية

سمندل الماء حيوان برمائي، أي يستطيع الحياة في الماء وكذلك على اليابسة. ويعيش هذا الحيوان في المناطق المعتدلة، بين المنطقة الإستوائية والدائرتين القطبيتين، ويستوطن غالباً الأراضي الرطبة بالقرب من البرك والبحيرات والمستنقعات. و "سمندل الماء" له رأس كبير وذيل طويل وأربع أرجل وهناك نحو ثلاثمائة نوع منه ويستطيع هذا الحيوان أن يعود إلى جحره مهما بعد عنه، وحتى في الظلام الدامس. وكان هذا السلوك الغريب يحير العلماء إلى وقت قريب، حتى اكتشفوا مؤخراً أن "سمندل الماء" يستخدم خريطة مغناطيسية للوصول إلى جحره. إذ يتمكن هذا الحيوان البرمائي من رصد أي تغير في شدة أو انحراف المجال المغناطيسي للأرض أي أنه مثل البوصلة التي يسترشد بها الملاحون للتعرف على الاتجاهات، مستخدمين المجال المغناطيسي للأرض. ويعتقد العلماء أن "سمندل الماء" مثل الطيور وذباب الفاكهة وبعض البرمائيات الأخرى يمتلك داخل مخه بوصلة مغناطيسية كيميائية حيوية، وقد أطلق عليها هذا الإسم لأنها تتأثر بالتغيرات في المجال المغناطيسي للأرض وتحدث تأثيرات كيميائية داخل جسم "سمندل الماء". ولأن هذه البوصلة المغناطيسية الكيميائية الحيوية، تتصل بالجهاز البصري لهذا الحيوان البرمائي، فهناك اعتقاد لدى العلماء بأن سمندل الماء يستطيع أن يرى خطوط المجال المغناطيسي للأرض وكأنها خريطة ترشده إلى الطريق الصحيح إلى جحره. ويحتوي الجزء الداخلي من جلد سمندل الماء على خلايا عصبية متعددة بالإضافة إلى أنسجة دموية، كما يمتلك قدرة بصرية قوية، مما يساعده على اقتناص فرائسه من الحشرات. ويمكن لسمندل الماء أن يشم ويتذوق بواسطة فجوات دقيقة في سقف فمه من الداخل، تتكون من أنسجة حساسة، تستجيب لأي تغيرات كيميائية في الفم أو الأنف.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة