صناديق الأطفال مجهولي النسب

في كوريا الجنوبية إحدى الدول المتقدمة والمزدهرة تنتشر بكثرة ظاهرة الأبناء مجهولي النسب، قبل سنوات رأى قس كوري جنوبي بعض الأطفال الرضع ملقون في الشوارع وأمام المراحيض العامة ففكر في إنشاء مأوى لهم بدلاً من تركهم يواجهون الموت وهم لا حول لهم ولا قوة، وخصص صناديق صغيرة لوضع المواليد غير المرغوب فيهم بداخلها صندوق إيداع الطفل هو مكان مخصص أنشأته بعض الجمعيات الإنسانية من أجل حفظ حياة رضيع لم يقترف أي ذنب سوى أن أمه أنجبته من علاقة غير شرعية ووضعته في فتحة صندوق ليواجه مصيره. عام 2010 سجلت ألمانيا رقماً مفجعاً للمواليد من الأمهات العزباوات، مكاتب الإحصاء في البلاد قالت وقتها إن من بين كل 3 مواليد في ألمانيا هناك رضيع من علاقة غير شرعية، وقُدّر عدد هؤلاء الرضع بنحو 225 ألفاً وفي الأعوام الأخيرة تضاعف هذا الرقم، وخلال 8 أسابيع بعد وضع الطفل في الصندوق، هناك فرصة للأبوين أو أحدهما أن يطلب إرجاع ابنه وبعدها يُطرح للتبني. مكتب الإحصاء الأوروبي كشف أن نحو 43% من المواليد في الاتحاد الأوروبي لعام 2016 وُلدوا خارج إطار العلاقات الزوجية، في فرنسا وحدها وصلت نسبتهم لنحو 60%، و59% في بلغاريا وسلوفينيا، والسويد بنسبة 55%، والدنمارك بنسبة 54%، في حين بلغت النسبة في هولندا 50% مقابل 47% بالبرتغال وبريطانيا. صناديق إيداع الأطفال الرضع تنتشر قرب المستشفيات والمراكز الاجتماعية أو عند أبواب الكنائس، وتعد الولايات المتحدة وألمانيا وبولندا من أكثر الدول التي تنتشر فيها صناديق التخلص من الأطفال، لدرجة أنه في ولاية إنديانا الأميركية يوجد نحو 2000 صندوق من هذا النوع. الأطفال مجهولو النسب ظاهرة تتفاقم بصورة كبيرة جداً في الدول الغربية ولها تأثيرات سلبية كبرى على بنية المجتمعات فيها، لا سيما بالنسبة للأجيال القادمة، وأكثر المتضررين هم أولئك الأطفال الرضع الذين وجدوا أنفسهم داخل صندوق في أوائل أيامهم في هذه الدنيا بدلا من حضن أم دافئ وحنان أب مسؤول وكنف أسرة سعيدة.
انسخ الرابطXfacebookwhatsapp

معلومات مختارة